آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-07:57ص


صمت الأحزاب السياسية اليمنية.. وصراخ الجنوب العربي

السبت - 27 يوليه 2024 - الساعة 03:59 م

اسامة العمودي
بقلم: اسامة العمودي
- ارشيف الكاتب


لماذا لا نسمع صوتاً؟ هل الخرس الجديد؟ الحوثي في الجمهورية العربية اليمنية يتجول بكل حرية، يمارس هوايته المفضلة في انتهاك حقوق الناس، وكأننا في حفلة سيرك حيث الجميع مشغول بتصفيق مدروس! لم نجد مواطناً واحداً أو حزباً سياسياً يتحدث. ربما الجميع يعتقد أن الحوثي سيمنحهم تذاكر مجانية لمشاهدة عرض النفاق الكبير.

من يراقب الأوضاع يتعجب حقًا من التفاوت الكبير في ردود الفعل تجاه الأحداث بين الجمهورية العربية اليمنية والجنوب العربي . هناك في الجمهورية العربية اليمنية، حيث يسيطر الحوثيون، نرى انتهاكات وخروقات يومية بكل الأشكال والألوان. مواطنون يُعتقلون بلا سبب، وصحفيون يُختفون فجأة، وحريات تُصادر بلا مقدمات. ورغم كل هذا، يبدو أن هناك اتفاقًا غير معلن على الصمت. لا نسمع صوتًا يُدين أو حزبًا يُعبر عن اعتراضه. وكأن الجميع قرر أن يتجاهل هذه المأساة الجماعية.

لكن لنحاول تغيير القناة. دعونا ننتقل إلى الجنوب. هنا في الجنوب العربي ، إذا تحركت نملة باتجاه معاكس، ستجد كل الأبواق السياسية، وفي مقدمتها حزب الإصلاح، تبدأ بالصراخ. النقد والهجوم على الانتقالي يصبح الرياضة الوطنية المفضلة. هل فقد هؤلاء الناس حساسية التوازن؟ أم أن هناك موسم جديد لمزايدات النفاق السياسي؟

في الجنوب العربي ، فالوضع مختلف تمامًا. إذا حدثت أي مشكلة، حتى وإن كانت صغيرة، تجد أن الأبواق السياسية تتصاعد من كل حدب وصوب. وكلما ذكرنا الجنوب، تذكرنا حزب الإصلاح. فهم في طليعة المنتقدين والمهاجمين للمجلس الانتقالي الجنوبي، لا يتركون صغيرة ولا كبيرة إلا وانتقدوها. وإذا زلت قدم أي مسؤول جنوبي، تجد حزب الإصلاح يتسابق لنشر الخبر وتضخيمه، وكأنهم ينتظرون هذه الفرصة بفارغ الصبر.

المفارقة العجيبة هنا أن حزب الإصلاح، الذي يغض الطرف عن انتهاكات الحوثيين في الجمهورية العربية اليمنية، يتحول إلى أسد هائج إذا ما وقع أي خطأ في الجنوب العربي .

أيها النقاد الأعزاء ويا حزب الاصلاح، لن تنالوا من الانتقالي. الانتقالي قوي بشعبيته، خلفه شعب الجنوب العربي الذي يعرف من يختار. هل تعتقدون أن نقدكم سيغير من حقيقة الأمور؟ لا، لأن الانتقالي ليس مجرد حركة سياسية، بل هو رمز لإرادة شعبية لا تقهر.

حزب الإصلاح، الذي يطلق العنان لآلاته الإعلامية للنقد والتشويه، هو الخطر الأكبر على الجنوب والوطن العربي. نعم، خطر الإصلاح لا يقل خطورة عن الحوثي المجوسي. الاثنان وجهان لعملة واحدة،

حزب الإصلاح يشكل خطراً كبيراً على الجنوب والوطن العربي بأسره. هذا الحزب لا يقل خطورة عن الحوثي، فكلاهما يمثلان تهديداً للاستقرار والأمن في المنطقة. الإصلاح، بنهجه الأيديولوجي وأجنداته الخفية، يسعى لتحقيق مصالحه الخاصة حتى لو كان ذلك على حساب الوطن والمواطنين. هذه الحقيقة تجعل من الإصلاح عدواً يجب التصدي له بكل حزم.