آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-06:38ص


الهجرة كملاذ أخير بين تحديات الحاضر وآمال المستقبل

السبت - 27 يوليه 2024 - الساعة 07:37 ص

محمد عبدالله المارم
بقلم: محمد عبدالله المارم
- ارشيف الكاتب


في الآونة الأخيرة، يشهد اليمن موجة غير مسبوقة من هجرة الشباب إلى الخارج، وهي ظاهرة غير متوقعة. الشباب في أوج أعمارهم وفي فترة الزهور الذين يُفترض أن يكونوا في المدارس والكليات والجامعات، يتوجهون إلى الدول المجاورة مثل السعودية بحثًا عن فرص عمل وحياة أفضل. هذه الظاهرة تعكس عمق الأزمة التي يعاني منها الشعب اليمني في ظل الظروف الراهنة.

الشباب، الذين يعتبرون أمل المستقبل وركيزة التقدم، يجدون أنفسهم مضطرين لمغادرة وطنهم ليس فقط لأنهم يطمحون إلى حياة أفضل، ولكن لأنهم يواجهون ظروفًا قاسية دفعتهم إلى هذه الخطوة. في بلد يشهد صراعات سياسية مستمرة واهتزازات اقتصادية، أصبحت الهجرة خيارًا حتميًا بالنسبة لكثيرين، حيث يكافحون لإيجاد مصادر دخل وتوفير سبل العيش الكريم.

العديد من الشباب الذين كانوا يأملون في أن يصبحوا قادة المستقبل، مثل المهندسين والأطباء والمعلمين، يجدون أنفسهم الآن عالقين في وظائف مؤقتة وغير مستقرة في دول الجوار مثل المملكة العربية السعودية. بعضهم تمكن من العثور على عمل، بينما لا يزال آخرون في مرحلة البحث، والكثير منهم ما زال بدون وظيفة.

هؤلاء الشباب، الذين كان من المفترض أن يكونوا في قلب العملية التعليمية ويعززوا مستقبل وطنهم، يواجهون الآن صعوبات كبيرة. يضطرون للتخلي عن أحلامهم وطموحاتهم التي كانت تصب في خدمة وطنهم بسبب الظروف الصعبة التي يمرون بها. يعبرون عن شعورهم بالإحباط وعدم الأمان، حيث يتركون خلفهم عائلاتهم وأصدقائهم في سعيهم نحو حياة أكثر استقرارًا.

هذا الوضع يعكس مدى الحاجة الماسة إلى جهود جماعية وشاملة من جميع الجهات المعنية، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، لإيجاد حلول فعّالة تعيد الأمل لليمن وشبابه وتمنحهم الثقة في بناء مستقبلهم داخل وطنهم. من الضروري أن تتضافر الجهود لخلق بيئة مواتية تتيح للشباب اليمني الفرصة لتحقيق طموحاتهم والمساهمة في إعادة بناء وطنهم الذي يحتاج إليهم اليوم أكثر من أي وقت مضى.

تشير الإحصائيات الحديثة إلى أن نسبة كبيرة من الشباب اليمني يفكرون في الهجرة كخيار لتحسين حياتهم، وهو ما يبرز حجم المشكلة ويستلزم تدخلاً عاجلاً. يجب أن يشمل هذا التدخل تحسين البنية التحتية التعليمية والاقتصادية، وتوفير فرص عمل مناسبة للشباب تحقق لهم الاستقرار وتساهم في استقرار وطنهم.