آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:03ص


من أمن العقوبة... أجاع الشعب يا حكومة

الثلاثاء - 23 يوليه 2024 - الساعة 10:26 ص

ثروت جيزاني
بقلم: ثروت جيزاني
- ارشيف الكاتب


ما يحدث من غلاء ليس موجة عابرة ولكنه تسونامي مدمر قد أتى على الأخضر واليابس، بل اخذ اليابس أيضا بطريقه ولم يتبقى للمواطن شيء يذكر.

مكتب الصناعة والتجارة يتدثر بمقولة تم تسجيلها على أسطوانة مشروخة تقول عند استقرار سعر العملات الحرة من الممكن أن تتدخل، تلك العبارة تكررها كل الفرق التابعة لمكتب الصناعة والتجارة.

مكتب الصناعة والتجارة يقول وعلى الدوام أنه غير قادر على ضبط الأسعار والعملة الوطنية تتأرجح وغير مستقرة، نقول لهم العملة الوطنية لا تتأرجح بل تهوي إلى بئر ليس له قرار ومن واجبكم أن تعملوا على تحديد الاسعار بما لديكم من بيانات.

يبدوا إن التاجر يسعر بضاعته الان على 2500ريال للدولار الأميركي الواحد حتى يكون آمن من تقلبات السوق وهنا الطامة الكبرى والتي عصفت بقوت المواطن ولم يتمكن من الحصول على اي شيء.

أغلقت عدد من مفارش الأسماك بسبب عدم قدرة بائع التجزئة من شراء الأسماك من الحراج، بالأمس فقط بيع حوت الثمد بحوالي ثمانمائة الف ريال في حراج صيرة، ومازال دفتر وقلم المحرج موجود وشاهد على هذا الجنون.

حكومة بن مبارك واعضاءها الميامين أعينهم على ما ستخرج به مفاوضات خارطة الطريق فقط متأملين بالبقاء المديد والمريح في حكومة لم تستطع أن توقف زحف وحش الغلاء المستعر والمستهتر بأقدار الناس.

لا يهم رئيس وأعضاء الحكومة الميامين وأيديهم لا تتوقف عن التوقيع للشيكات من الموازنة العامة والمقرة اتوماتيكيا منذ 2014م تحت شعار (محد يحاسب أحد).

لم نسمع حتى تصريح صغير لمسئول أو وزير أو رئيس حكومة وكأنهم متفقين على استمرار تسونامي الغلاء الذي عصف بالجميع باستثناء لصوص الموازنات العامة ولصوص المؤسسات الايرادية فقط.

أقل تقدير وفي الحد الأدنى تجتمع الحكومة وتصدر بيان تقول لشعبها التي أقسمت باليمين أنها ستخدمه وتدافع عن مصالحه انها بصدد معالجة الوضع الكارثي والذي أحدق بالمواطن وجعله في خطوط الفقر الدنيا بل إنه وصل إلى خطوط فقر لم يقوم برنامج المنظمة الدولية بتحديدها بعد.

انها لقمة العيش يا حكومة والتي بسببها يصبر المواطن المكلوم على كل السفه الذي يحدث من حوله مقابل الحفاظ عليها، وأن ذهبت تلك سننتظر لحظات من الفوضى والجنون لا يمكن لأحد مهما امتلك من وسائل أن يوقفها.

سارعوا في معالجة الوضع قبل أن يتنبه المواطن المكلوم بأنه وبالفعل قد سلبت من فمه وفم أطفاله ما تبقى من فتات لقمة عيش، واحذروا صوت وحركة الشارع والتي يظهر الان بمظهر المتوفى اكلينيكيا فإذا نهض فلن يوقفه أحد، ونحذر أشد التحذير من أن هناك قوى تنتظر هذا بفارغ الصبر لتدعم تلك الفوضى والتي لن تبقي ولن تذر، وإني لكم من الناصحين.

ما يحدث هو حالة متسارعة نحو التضخم سيؤدي بالنتيجة إلى ركود اقتصادي معه سينهار كل شيء مالم تسارع الرباعية والقيادة الرئاسية والحكومية من إيجاد حلول ناجعة غير ترقيعية تعيد للعملة الوطنية المنهارة (شيء) من الوهج والقوة فمصير الشعب المكلوم سيطابق ما حدث في لبنان وسيتم وزن العملة الوطنية بالميزان بدلا عن العد.