آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-06:01ص


المطلوب وقفة جادة

الثلاثاء - 23 يوليه 2024 - الساعة 07:01 ص

احمد الجعشاني
بقلم: احمد الجعشاني
- ارشيف الكاتب


شاهدت من خلال منصة التواصل الاجتماعي  الاعلاميه القديرة  و الناشطة و الشخصيه الاجتماعيه رندا عكبور مدير عام مكتب الثقافة سابقا في محافظة عدن ، عبر صفحتها في الفيس بوك وهي تتحدثت كثيرا عن ماحدث لها من أساة و معانات و تحديات ومضايقات، من قبل بعض المسؤولين الذين أوقفوا معاملة لها في احدى الدوائر الحكوميه ،بسبب بعض منشورات نقديه كانت تنتقد فيها بعض من الممارسات الخاطئه ، لهذا او ذاك المسؤول عبر صفحتها في الفيس بوك ، وهو أمر يظل تحديا لهولاء الذين يحتلون مراكز مهمه في بعض الادارات الحكوميه، الذين يرفضون النقد اوالتوجيه عن الممارسات الخاطئة التي يقيمون بها ، وكأنهم أناس فوق النقد او التوجيه ، واذا تم نقدهم من أي اعلامي او ناشط مجتمعي ، أنتظروا فرصة قدومه اليهم لإجراء معامله له أو غيره من المهام ، حتى وقفوا له بالمرصاد ورفضوا انهاء معاملته وذكروه بما مضى وما كتبه من نقد في منشوراته ، لازال هناك بعض المسؤولين او من يتبعهم يتذمرون او ينزعجون من بعض الاقلام حين يتم  نقدهم او انتقاد عملهم ويتنظرون الفرصة حتى يتنقمون ويردون الصاع صاعين ، ولكن بطريقة قذرة ومهينه ، بدلا من اصلاح ذاتهم والاستفادة من النقد لتصحيح الخطأ ، أنما يعتبرون مجرد نقدهم هو اسائة لهم والتعرض لكيانهم الحصين ، او كأنك تعرضت لشخصيته ومقامه المبجل ، بينما النقد هو عمل ايجابي  ويميز العمل الجيد من العمل السيئ  وهو يظهر ايضا مكامن الخلل او الخطأ  لهذا العمل او ذاك المشروع ، والنقد هو وسيلة اعلاميه يظهر او يضع  القضية  او المشروع المتعثر امام الرأي العام و ايجاد الحل لها ، وقد يكون الناقد ليس ملزما بتقديم الحلول وعرضها و أنما بأظهار مكان الخلل فيه و ذلك التفسير الخاطئ لنقد .

 وانما النقد الاعلامي هو النقد الاجتماعي ، الذي يساعد في كشف الحقائق وإظهارها  للناس ، بغظ النظر ان كانت سلبيه او ايجابيه ، وقد يكون نقدا ايجابي فهو مرحب به اويكون سلبي فهو غير مرحب به، وتلك هي المشكلة في مجتمعنا وهنا يتحدث الناقد ابراهيم العريس في صحيفة الحياة   (انه حين عرضت مسرحية المفتش العام سنة1836 في سانت بطرسبورغ للكاتب الروسي  غوغول وبعد انتهاء التصفيق وقف القيصر وكان حاضر وقال لقد نال كل منا نصيبه في المسرحية وانا اكثر منكم نصيبا وهو يعني نصيبا من الانتقاد والإدانة ، غير ذلك لم يترك اي أثر سلبي عليه ) وهي مسرحية ساخرة تتحدث عن الفساد في بلدة يعم الفساد فيها  من هرم السلطة الى اصغر موظف فيه.

وهنا يظهر لنا كيف  كانت رد الفعل للقيصر وهو اعلى سلطه في الدوله حينذاك لهذا  النقد  الاانه كان ايجابي واثنى على العمل بينما ما يحدث في مجتمعنا عكس ذلك عند يتم نقد اي مسؤول هنا او هناك تتواجه مع خصوم كثر دفاع عن فلان او علان  من الناس و تتهم  بالخيانة  العظمى والمناطقية وغير ذلك من التهم لمجرد انك انتقدت مسؤول او مدير رغم المعاناة الشديدة التي يعيشها المجتمع بسبب الفساد المستشري في كل اجهزة ومؤسسات الدولة ، ولهذا يظل النقد الاعلامي هو مرآة المجتمع ولن يستقيم المجتمع ولن تستطيع الحد من الفساد الا بالنقد واخص هنا النقد الاعلامي لانه الوحيد الذي يستطيع  كشف الحقيقة للمجتمع وإظهار الفساد بكل الوانه داخل المجتمع .

وعليه يجب علينا كا أعلام وقيادات سلطة ومنظمات مجتمع مدني ، وشخصيات مدنية ثقافيه ونقابة الصحفين ، اولا الوقوف مع الشخصيه الاعلاميه و الاجتماعيه رندا عكبور وأعادة الاعتبار لها وماتعرضت من مضايقات وتعطيل معاملتها وقذف وأساءة ، وثانيا يجب علينا التعامل مع النقد الاعلامي ، على انه نقد بناء يخدم المصلحة العامة ويصب في صالح المجتمع ويخدم قضاياه، وليس خصم لك وتعلن محاربته ، ولو لا النقد لايمكن محاربة الفساد وازالته، واقصد هنا النقد المسؤل الجاد وليس النقد الي يسئ الى سمعة الاخرين والمساس بشخصيتهم، هذا  ليس نقدا  وانما تجريح وقذف ، ويحق للمدعي عليه  مقاضاتهم  لان مهمة الناقد انتقاد الفكره وليس الشخص ، ولاتحول النقد الى صراع شخصي ، وإنما عليك توصيل المعلومة الى الناس والرأي العام  ، ومن المؤكد ان النقد سيظل وباق بينما المسؤولون هم من سيذهبون وياتي غيرهم .