آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-08:01م

بروباجاندا الحوثي…واستراتيجية الهروب الى الحرب

الإثنين - 22 يوليه 2024 - الساعة 12:22 م
عادل السبئي

بقلم: عادل السبئي
- ارشيف الكاتب


ليس من الصعوبة بمكان، لدولة أي دولة، أن تعلن الحرب على دولة اخرى لولا حسابات تتعلق بتبعات تلك الحرب التي ستكون نتائجها مدمرة وعواقبها وخيمة.
فدولة سوريا، تلك التي بينها وبين إسرائيل أميال معدودة، والتي تتعرض للقصف الاسرائيلي على مدى عقود، ولإنها دولة مسؤولة، احترامها لنفسها لم يعطيها غير الاحتفاظ بحق الرد، فلا الظرف، ولا الإمكانيات تسمح لها بالمواجهة العسكرية مع اسرائيل.
ايضاً دولة إيران، التي اغتالت اسرائيل العشرات من قياداتها العسكرية، لم ترد بالمثل، الا عندما وجدت نفسها محرجة، بعد قصف سفارتها في سوريا، وعاد الرد كان خاطفاً، ولدقائق معدودة، وبدون ضحايا.
فخشيتهم من تبعات تلك الخطوة غير المحمودة، العواقب التي سيقومون بها، وانعكاساتها على واقع بلدانهم من أمن غذائي، وتأمين صحي، وبنى تحتية، واستعدادهم العسكري، ومدى قدرتهم على الردع والتأثير في العدو.
لكن ما يحدث في اليمن، لم يحدث في أي دولة في العالم، في ظل دولة تحترم نفسها، ولم يعتدى عليها،
في وقت هي غير قادرة على تأمين لقمة العيش للمواطن، وتوفير الراتب للموظف، ناهيك عن قدرتها العسكرية، فلا تمتلك ادنى درجات القوة على الرد بالمثل، ناهيك عن اعتمادها بنسبة تصل الى 100٪ من احتياجاتها، على الإستيراد من الخارج "حبوب ودواء"، وغيرها، ان تفعل ذلك وهذا ان دل انما يدل على ان الجماعة، لا تتصرف كدولة فسلوكها مليشاوي، وهذا واضح من افتقارها لروح المسؤولية، وإدارتها للبلاد بطيش، وصلف، وصفاقة غير معهودة، وغباء غير منقطعة النظير.

لقد نجحت بحماقتها مؤخراً، من جر ويلات الحرب، والدمار، من غزة، وجنوب لبنان الى الأراضي اليمنية.
فبعد إعلانها بمسؤوليتها عن 220 عملية، ضد اسرائيل جميعها باءت بالفشل، ولم تحدث أي أضرار تذكر، فقط اختراق مسيرة للأراضي الإسرائيلية أدت الى مقتل شخص واحد، تسببت بقصف اسرائيلي على ميناء الحديدة، وقصف خزانات الوقود، الأمر الذي ادى الى أزمة خانقة في مادتي البنزين والديزل، ومادة الغاز المنزلي، وانعدمت الحبوب من الأسواق، ما ادى الى انتعاش السوق السوداء.
وسعت ايضاً الى عسكرة مياه البحر الأحمر، من خلال عملياتها غير المسؤولة، من اعتراض للسفن التجارية، المارة في عرض البحر الأحمر، وعملية قرصنة، كما حصل مع الناقلة الدولية "غالاكسي ليدر".
الأمر الذي ادى الى تعزيز التواجد الأجنبي في مياه البحر الأحمر، وباب المندب، تحت ذريعة حماية المياه الدولية من قرصنة، واستهداف الحوثيين للسفن في المياه الدولية.

لقد أصبح واضحاً، وجلياً، لعموم الشعب في الداخل، والذين لا ينطلي عليهم هذا الادعاء والبروباجندا الحوثية، التي يقوم بالتسويق لنفسه من خلالها، إلى أي مدى هم جماعة انتهازية، واستغلالية، باحثة عن شهرة، واستعراض، غير معنية بتبعات تصرفاتها، ومدى تأثيرة على الشعب اليمني، الذي يرزح تحت حكمه.

واخيرا ما قامت الجماعة بما تقوم به الٱن، ليس إلا للاستهلاك الإعلامي خارجيا، وتهرب من التزامات، وجدت نفسها مطالبة بها داخلياً، فعجزت عن إدارة الملف الإقتصادي، ولم تستطع الوفاء، والقيام بواجبها تجاه شريحة عريضة، من موظفي الدولة ملزمة بتسديد رواتبهم، فاستخدمت استراتيجية الهروب الى الحرب.