في خطبة الجمعة بمسجد القرشي بمدينة تعز وضع امام وخطيب المسجد النقاط على
الحروف مسلطا الأضواء على
التربية الاسرية على طريق انتاج المجتمع الصلب والمتماسك فقد كان كعادته الاستاذ عبد الستار الشميري متألقا في تفسيره وشرحه الجميل لاسس التربية ولم ينس الشميري عبد الستار ربط الأحداث الجارية في وطننا الحبيب وفي غزة الصمود والعزة بتلك القواعد التربوية المستدة من الاسلام وتعاليم سيد البشرية عليه أفضل الصلاة والسلام..حيث قال
تحدث الخطيب عن أهمية التربية الأسرية في تكوين مجتمع متماسك صلب
يستعصي على كل التهديدات والمؤامرات الداخلية والخارجية
فإذا أردنا تكوين هذا المجتمع الصلب المتماسك فلتنصب كل جهودنا لتربية النشء على قيم الفضيلة والصمود والاستبسال والعقيدة السليمة والمنهج الوسطي الذي سار عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وربى عليه أصحابه وسار التابعون من بعدهم على نفس المنهج الإسلامي الوسطي المتوازن الذي يوازن بين مصالح الدنيا والدين وخيري الدنياوالآخرة
وأضاف الخطيب أن لنا نماذج في تاريخنا الاسلامي الحنيف لأسر ضربت أروع الأمثلة في تربية أفرادها على هذا المنهج القويم فلو غصنا في أعماق التاريخ لوجدنا أسرة سيدنا ابراهيم عليه السلام نموذجا يحتذى في التربية على التضحية والتسليم لأوامر الله عز وجل
وكذلك لو نظرنا في تربية أصحاب رسول الله لأسرهم على قيم التضحية لوجدناالكثير والكثير ولنضرب مثلا لذلك أسرة ابي بكر الصديق وكيف تقاسم أفرادها ادوارهم في حدث الهجرة النبوية الشريفة فعبدالله بن أبي بكر كانت له مهمة واسماء مهمة أخرى وكذلك عائشة رضي الله عن الجميع رغم حداثة سنهم إلا أنهم قاموا بجهود مسددة ومضنية يعجز عن القيام بها كبار القوم
ولنا اليوم مثلا يحتذى في الأسرة الغزية في فلسطين كيف تم تربية هذا الجيل على تلك العقيدة الإيمانية التي تتحطم عليها الصخور الصماء تلك البطولة والتضحية والصبر والنضال أهلها للتصدي لاعتى منظومة عسكرية تتمثل بأمريكا وربيبتها اسرائيل ومعهما المعسكر الغربي الصليبي والتآمر العربي بالسر والعلن و مع كل هذا إلا أنهم بفضل الله ثم بفضل هذه التربية الصحيحة فقد وقفت غزة تلك الرقعة البسيطة التي لا تتجاوز مساحتها ٣٦٥ كيلو مترا مربعا وقفت أمام أعتى ترسانة عرفتها البشرية وقهرت الجيش الذي لا يقهر ورغم كل ماحل بأبناء غزة من قتل ودمار لم يشهده تاريخ الحروب البشرية الا اننا لم نجد أسرة أو فردا يتذمر أو يلوم المجاهدين على دخولهم في هذه الحرب الإجرامية
ونحن اليوم في اليمن
عامة وفي تعز خاصةتتربص بنا مليشيات إجرامية تحمل عقيدة حقد على أبناء اليمن لاترقب في مؤمن الا ولا ذمة فيجب على أبناء هذه المدينة أن يكونوا على مستوى التحدي فآمال اليمنيين معقودة على ما سيقوم به أبناء هذه المدينة الصامدة ويعتبرونها الرافعة التي يعلق عليها اليمنيون آمالهم في تحرير اليمن من براثن هذه النبتة الخبيثة الدخيلة على اليمنيين نحن اليمنيين أمة واحدة لا فرق بين زيدي ولا شافعي ولا شمالي ولا جنوبي ولا هاشمي أو غير هاشمي ولا سادة ولا عبيد و تعايش أبناء اليمن وعاشوا بمودة وإخاء وجاءت هذه المليشيات بمذهب عنصري طائفي وتسعى جاهدة لتحويل اليمن إلى مقاطعة إيرانية شيعية و جاءت بشعار زائف الموت لأمريكا الموت لاسرائيل ولكن في الواقع لم يمت امريكي او يقتل إسرائلي على يد هذه الجماعة الضالة المنحرفة وانما قتلت عشرات الآلاف من اليمنين وشردت الملايين واختطفت الآلاف في سجونها وزنازينها المظلمة كظلمة مبدأها الهدام وامريكا وقضت على آمال اليمنيين في بناء يمن فيدرالي لا وجود فيه للمركزية وقد رأت أمريكا في هذه المليشيات الحوثية خير من يخدمها في تمزيق وإذلال الشعب اليمني ولا يهمها الشعار لانه شعار زائف يظلل به عوام الناس والبسطاء من أبناء اليمن ولا تنطلي عليكم يا أبناء اليمن تلك المسرحية الهزلية الممجوجة والتي ارادت من خلالها امريكا أن تلمع وجه الحوثي القبيح مسرحية السفن في البحر الاحمر والنتيجة لم تتضرر امريكا ولا اسرائيل من تلك القرصنة ولم نسمع بمقتل امريكي او يهودي ولم يستفد أبناء فلسطين من ذلك شيئا على الواقع وانما تضرر اليمنيون وتحملوا أضعاف أضعاف تكاليف تلك القرصنة فزادت أعباء الشحن ولاستيراد ولذلك انظروا بعين عقولكم ولا تنظروا بعين عواطفكم فعندما قرر البنك المركزي الخطوة الأولى واتخذ القرار الصائب بتوحيد العملة واستبشر اليمنيون خيرا كل اليمنيين سواءمن هم في مناطق الشرعية أو من يقعون تحت الاحتلال الحوثي الإيراني ويا فرحة ما تمت فقد جن جنون الحوثي وشعر ببداية السقوط فسارعت امريكا لإنقاذه بإصدار مذكرة من الأمم المتحدة للحكومة الشرعية بالتوقف عن تنفيذ القرار والايعاز إلى الكفيل بالضغط على الحكومة للتراجع عن ذلك القرار الصائب فكل هذا الإجرام والتماهي مع هذه المليشيات يحتاج منا إلى مزيد من التماسك والإخاء والتراحم والتعاطف والتربية السليمة على العقيدة الإيمانية الوسطية والاستعداد لاي احتمال سيئ من اجرام هذه المليشيات والتي لن ينزاح كابوسها عن اليمنين الا بحرب تقطع شأفتها وتستاصلها من جذورها
ثم وجه الخطيب نداء للحكومة الشرعية بأن لا تخذل هذا الشعب وتحطم آماله وتتجه نحو ذاتها والاهتمام بأسرها وترك الشعب يتضور جوعا وذكر أن قرار البنك المركزي كان خطوة شجاعة وخطوة في الاتجاه الصحيح نحو توحيد العملة وتعافيها الا أن القرار تم تجميده بفعل فاعل مما خيب آمال اليمنين عامة ومما أكد لليمنيين أن الشرعية قرارها مختطف فما الذي استفاده اليمنيون من شرعية لايهمها الا إرضاء الكفيل ضاربة بمصالح الشعب عرض الحائط
وفي خطبته الأخيرة دعا المصلين إلى التفاؤل والامل وعدم اليأس والإحباط وضرب واستدل بنصوص قرآنية تنهى عن اليأس والإحباط وذكر نماذج من تفاؤل الرسول صلى الله عليه وسلم في أحلك الظروف
ثم ختم الخطبة بالدعاء