آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-02:37م

بشرى التنمية المستدامة..!

الجمعة - 19 يوليه 2024 - الساعة 09:13 م
محمد علي العولقي

بقلم: محمد علي العولقي
- ارشيف الكاتب


الحديث عن التنمية المستدامة يصبح حديثا ماسخا بلا معنى، ما لم يرتبط أساسا بتطوير القطاع المعدني بصورة مستدامة تتناغم مع مبدأ وأهداف وثوابت التنمية المستدامة.
من هذا المنطلق يمكن اعتبار مشاركة اليمن في مجموعات التنسيق لمنتدى معادن المستقبل ضربة معلم من وزير النفط والمعادن الدكتور سعيد الشماسي الذي يعد أول من ألقى حجرا حركت مياه هذه التنمية الراكدة، في ظل الظروف الصعبة التي يمر به قطاع التعدين من أزمات وركود على خلفية الحرب المستعرة التي أشعلتها المليشيات الحوثية، ولم تضع أوزارها حتى الآن.
و لا بأس من تحريك مياه قطاع التعدين بخطوة وإن بدت للبعض متأخرة إلا أنها خطوة حيوية نحو تحرير هذا القطاع وإعادة الاعتبار للتنمية، تماشيا مع المثل البولندي : أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي.
وللأمانة وبعيدا عن التلميع أو التهويل الإعلامي، فإن الرؤية المستقبلية لقطاع التعدين مبشرة جدا،ليس لأن معالي وزير النفط والمعادن الدكتور سعيد الشماسي يضعه أولوية قصوى لضبط ميزان التنمية المستدامة حسب ما هو متاح فقط، ولكن لأن الحركة المصحوبة بالبركة توحي بأن هناك خططا مدروسة ستحدث نقلة نوعية في مجال التعدين المستدام.
ومن يقرأ أفكار معالي الوزير الدكتور سعيد الشماسي سيجد أن مصفوفات ومتواليات إصلاح قطاع التعدين حاضرة وجاهزة، لكنها تصطدم بواقع مرير، من منطلق أنها بحاجة إلى استقرار اقتصادي وسياسي لتظهر بوادر التنمية المستدامة إلى العلن.
و إذا كانت إدارة المعادن بهيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية تعمل بنظام النمل والنحل في ظل مساحة حرص من قيادة وزارة النفط والمعادن، فإن الأصل في فهم نوايا هذه الحركة المتسارعة أن معالي الوزير الدكتور سعيد الشماسي اختار طريق التنمية المستدامة كعمل للمرحلة القادمة، و ليس شعارا للاستهلاك الكلامي والإعلامي.
و عفوا فأنا هنا أكتفى من عمل هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية بملامسة التخوم دون التوغل إلى العمق، على أساس أن التوغل إلى العمق يحتاج إلى لياقة خبير اقتصادي من وزن معالي الوزير الدكتور سعيد الشماسي الذي يفهمها وهي طائرة.
أتصور أن مجرد مشاركة اليمن في مجموعات تنسيق منتدى المعادن يعد عملا جيدا سيفتح بعض النوافذ والأبواب المغلقة أمام إغراء فرسان الاستثمارات الأجنبية.
وبما أن هذا القرن هو قرن التنمية المستدامة، فلا مفر من التعاطي مع هذا الملف بصورة عملية وعلمية تضع النقاط فوق وتحت الحروف، تنتصر للقطاع المعدني باعتباره بوصلة الجذب نحو مجال مستدام وتنمية مستدامة.