(اللجنة) كنت قد اشرت الى لجنة اممية مكونة من 3 مشاطلين مماطلين في منشور اسبق قبل المطر حين اقاموا في فندق سيفيو وطلبوا في التباس بين زنجبار الابينية وزنجبار الافريقية فاكهة الباباي اللي نسميها في عدن عمبا بوبايا.. وبلغ امر طلبهم سعادة المندوب السامي البريطاني في عدن ريتشارد تريمبول(صورته هنا مع صورة فندق سيفيو).. والسير تريمبول هذا شخص رقيق مهذب واديب علاوة على عمله الاصلي.. وقد الف رواية وترجم من عيون الادب الروسي، وهو متزوج بأميرة روسية لجأ اهلها الى بريطانيا عقب الثورة البلشفية.. فما كان منه الا ان وجه معاونيه بعدم التقصير في حق لجنة المشاطلين الثلاثة وهم من موريتانيا وافغانستان ولاتيني من جمهورية من جمهوريات الموز.. فشحنوا لهم كل ما وجد في اسواق عدن من خضروات وفواكه واي طلبات.. وتم ذلك، فماذا كان تعليقهم : هذا المستعمر البريطاني يريد رشوتنا. !!
معروف عن منظمة الامم المتحدة هذه منذ ولادتها انها اكبر هيئة للهبر والارتزاق، وان اكثر موظفيها يهتمون اولاً بما يكسبون من اموال ويفعلون السبع وذمتها لابتزاز اكثر ما يمكنهم من الفلوس.. وخذوا مثلاً : هذا المندوب الاممي المقيم عندنا الان في عدن لحل المشكلة اليمنية لا يفعل غير التسويف والمماطلة وتدبيج التقارير الباهتة لاطالة امد ازمة اليمن لان حلها يعني قطع رزقة، لهذا لن تحل. !!!
المهم.. خلونا في المشاطلين ال3حقنا وهم اسوأ من تلك الطينة.. لا يعرفون عن عدن ناهيك عن اليمن مقدار حبة سمسم من المعرفة، يرددون للاعلام كلاماً مسبقاً حفظوه مقدماً محشي بالشعارات وفضائع الاستعمار وجرائمه، يقولون ان الانجليز يعدمون الثوار في الشوارع.. ويقتلون المدنيين باستهدافات مقصودة لارهاب الثوار.. ويعذبون المعتقلين اشر عذاب في معتقل رأس مربط.. وكلامهم في غالبيته عار عن الصحة تماما.. وبنفسي سألت الشهيد اسماعيل شيباني الذي اعتقل مع غيره من الفدائيين في مربط، وكان قد عمل رئيساً لتحرير صحيفة14 اكتوبر لبعض الوقت.. ثم انتخب رئيساً لفرع عدن لاتحاد الادباء الى ان استشهد عام1986م.. سألته عن تجربة اعتقاله وغيره في مربط، فأنكر تماماً اية واقعة تعذيب لاي معتقل او اخذ اعترافات تحت الاكراه. !! اذن هذه الامم المتحدة كذابة.. وفي تسجيل تلفزيوني اتهموا فيه حكومة الاتحاد بالعمالة والتواطؤ مع الاستعمار وعملهم كدمى بيد الاحتلال(كتابة اغتيال بريطانيا للاستقلال) فحاول مناقشة ومحاورة لجنة المشاطلين الثلاثة لكنهم امتنعوا واصروا على محفوظاتهم.. وكان العوبلي وقتها يشغل مهام وزير المعارف والارشاد.. فما كان منه الا اخذ شريط التلفزيون المسجل واحتفظ به ومنع بثه.. فأشتكاه المشاطلون للمندوب السامي، وشرح له المسأله.. واصر على عدم بث الشريط برغم طلب السير تريمبول. !!
كانت شوارع عدن كلها ذلك الوقت مخططة باسماء جبهات التحرير القومية والتنظيم الشعبي والرابطة وحزب الشعب الاشتراكي وغيرها من الحركات والبركات المشاطلة ايضاً والزاعمة بالنضال الثوري البطولي لرحيل الاستعمار. !! وقد لا اكون شخصياً من شديدي التحمس لاي استقلال مرتجل، لكن هذا شأني الخاص.. لكن جنون حركات التحرر الوطني وقتها كانت غلابة في كل مكان بالعالم، وبدعم اميركي مباشر او من خلال منظمتها المسماة الامم المتحدة. !! وكانت شعارات طلب الاستقلال العاجل وخروج الانجليز مكتوبة في كل مكان.. وكانت لجنة المشاطلين الثلاثة شديدة السعادة بذلك وتلتقط الصور في كل مكان.. واكملت مهمتها بلا جدوى لكنها اعتبرت ذلك نجاحاً في مهمتها. !! اما المفاوضات الحقيقية للاستقلال فقط كانت بطبيعة الحال تجري خلف الابواب المغلقة. !!
و بالمناسبة ..فعندي شخصياً شهادتي الخاصة حول حقيقة ما زعمته لجنة المشاطلين الثلاثة.. وهذا كلام اكتبه للمرة الاولى حين كنت اشارك في دوريات ومواقع مراقبة مع جنود الجيش البريطاني "حدث ذلك نحو 5 مرات"..فقد كان الانجليز اعتادوا على اخذ عنصر من الجيش العربي للمشاركة والشهادة واعمال الترجمة.. وكانت تلك تجربة مثيرة بالنسبة لي وانا اسير مع العسكر بكامل المعدات والسلاح وزمزمية الماء المثلج باللانجوس. !! واحكيها في منشوري القادم ان شاءالله
