آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


أين عشال؟! أين الدولة؟!...يا عدن!

الإثنين - 15 يوليه 2024 - الساعة 09:57 م

حسين السليماني الحنشي
بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب




سوف تسألنا الطرقات والميادين، التي كنا نهتف فيها، بل لازال صدى صوتنا يتردد في شوارع تلك العاصمة المخطوفة، منذ الوحدة بين نظامين عطّلوا كل جميل في اليمن...لازالت صور من أستشهد بجنبات الطرق...
لازال الشعب يبحث عن العدل في الجنوب،حتى صارـ عشال ـ مفتاح تلك الكلمات التي لطالما كانت فيها أحلامنا !
لقد عرفت النظام عدن إبان الزخم الثوري في الجنوب.... حتى إذا وقعت الخلافات، كانت هناك دولة على مافيها من أخطأ كبيرة بحجم الكون إن بالغنا... فزالت تلك دولة على يدي قوم من جلدتنا، لكن كانت أجسادهم من الجرم قد تربت، واليوم وكأن تلك الأجساد تم لها استنساخ وقامت دولة أخرى، لم تشهد لها عدن مثيل... بقي الإنسان العدني والجنوبي كما كان أصل العلم والمعرفة والتعايش، ما كان أحد فيها (عدن) وكأنه فوق الآخرين، وكأن ما يحدث من حوادث لم تنال من شعب الجنوب فقد ظل محب السلام والحياة، غير ما استقرّ في أعماق تلك النفوس المريضة، فهل عرفت ـ عدن ـ من أبناء جلدتها التسابق على نهب المصالح العامة والبناء العشوائي ؟ وهل أهل الجنوب يأتون إلى مدينتهم الوديعة من أجل الخراب، بل كنت أنا أحدهم ممن زار عدن، كان أبي من رجال القرية يلبس لبسها ويحمل خنجره وبندقيته، وحين أتت الزيارة إلى المدينة التي نحلم بدخولها ، في الصباح رأيت أبي وقد وضع خنجره وطرح بندقيته...
تساءلت، ما هذا يا أبي، فهل تذهب بهذه الحالة؟!
يقول لي أبي: نعم، يابني أنها عدن من دخلها كان أمنا، حتى أنا كنت البس الملابس الجديدة...
تدخلها وانت نظيف القلب والبدن! لا تجد القوات العسكرية تفحط في الطرقات ، ولا تسمع أصوات الاسعافات من كل مكان ، ولا تسمع للمفرقعات صوتاً، أما إطلاق الأعيرة النارية فهذا كان بالنسبة لعدن محرم سماعه! واليوم لاتعرف سيارات الإسعافات، أو الدفاع المدني من سيارات الأجرة، والدراجات الناريه، والهوائية يقودها أطفال وشاب ألكل يشتري فالسوق مفتوحة....
مثلها مثل الرتب العسكرية، هذا بلون وذاك بلون آخر حسب الطلب والموظة، وأغلب المارين من العسكر يحملون رتب أكبر من العمر الافتراضي....
هل هذه عدن؟!
يختطف الإنسان الآمن في وطنه وعمله، هل هذه هي القوات العسكرية الحكومية التي نفّر إليها من جحيم العصابات الكثيرة اليوم؟
أم أنها الخصم والحكم!!!
الجمهور الجنوبي عن بكرة أبيه، يريد إجابة شافية ممن يمسك بزمام الأمور في هذه المدينة؟
سؤال ينطق به الكثير من شعب الجنوب الباحث عن الدولة، منذ بدايات الحراك الجنوبي السلمي!
سؤال للأسف تكرر اليوم ممن كنا زمان نعدهم من الاشرار!
سؤال هو: أين عشال....
أين عشال، يعني أين الدولة؟
أين الآخرين ممن سبقوه؟
(أين) يتكرر صدها في سماء عدن المسالمة!
مدينة التعايش على الرغم من اختلاف من يسكنها، لكن عند انهيار الدولة، تسقط الخيمة على رؤوس الجميع؛ بل إن كل دولة يكتب التاريخ عنها ويفتخر بها الجميع وتظل رمزاً للشعب.
وهكذا كانت الأرواح تحب عدن المستقرّة، لمن أسسوا فيها النظام، إن عدن بحالها هذه مثال للمدينة العربية التي نشأت بالقوانين والأنظمة النافذة، وقام مجدها عليه فازدهرت فيها المدينة، وكانت تحتضن العلماء بل فيها أعلاماً ارتضعوا الحياة المدنية، وتسلحوا في أخلاقهم وتعاملاتهم بالدين ، فلا تجد للكذب مكاناً، فسار ذكرهم في الآفاق، وكلما ذُكروا ذُكرت مدينتهم الوديعة (عدن) ...
فهل عدن اليوم بها أعمالاً لا تعرفها ؟!
الإجابة للأسف الشديد ، نعم....