آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-02:42ص


اختطاف عشال ( وماذا وراء الحق إلا الضلال )

الأحد - 14 يوليه 2024 - الساعة 09:01 م

د.عبده يحيى الدباني
بقلم: د.عبده يحيى الدباني
- ارشيف الكاتب





أما بعد أهلنا في الجنوب الحبيب لقد زاد اللغط والهرج والمرج حول أختطاف المقدم عشال لطف الله به وأعاده سليما عزيزا إلى أهله ؛ فإن قضيته قضيتنا جميعا ولا نرضى بمثل هذه العملية الظالمة الغادرة التي حدتت له ولغيره، ولكن لا ندري من هي الجهة التي قامت بهذا الفعل المدان ؟ ؛ ولقد أخذت القضية حقها من الاهتمام الرسمي والشعبي على طريق كشف الجناة وانقاذ اخينا عشال من الاسر.
بيد أن هناك من تجاوز هذا الحق في المطالبة به والله تعالى يقول ( فماذا وراء الحق إلا الضلال) .
المبالغة في القضية وتوظيفها خارج سياقها الجنائي يعد ظلما ، والتهوين منها يعد ظلما أيضا وخير الأمور التوسط والاعتدال وإنزال الأمور منازلها وإعطاؤها حقها من الاهتمام الشعبي والرسمي من غير مبالغة ومن غير أي توظيف سياسي لها وزرع الفتنة والانقسام في الوسط الجنوبي في هذا الظرف العصيب الذي يمر به شعبنا في الجنوب وقضيته وحامله السياسي المجلس الإنتقالي الجنوبي
فهذا يجعل المصيبة تتناسل مصائب
لا نعلم تداعياتها .
أيها الأحباء حيثما كنتم إن توظيف هذه القضية في خلط الأوراق والتحريض على المجلس الانتقالي وعلى الاجهزة الأمنية رغم الأخطاء الموجودة مسألة مرفوضة رسميا وشعبيا في الجنوب . فما أكثر الذين أختطفوا وما اكثر الذين أغتيلوا وهناك حرب شعواء على شعبنا من خلال الإرهاب والإعلام وبث
ثقافة الانقسام والمناطقية والياس والاحباط وغيرها .
إنها حرب قذرة وصلت إلى الخبز والكهرباء والمياة والمجاري والرواتب وغيرها من مقومات الحياة.
لقد هلل العملاء لهذا الحدث وذرفوا دموع التماسيح على المقدم عشال ولعلهم من الذين تورطوا في اختطافه
ومضوا يصطادون في المياه العكرة؛
لقد تعالت أصواتهم تدعو إلى النفير وإلى اقامة مليونيات وتدعو إلى الزحف والفوضى والفتنة !! فهل هذا حبا في عشال أو نصرة لقضيته العادلة، ومناصرة لقبيلته ؟ إننا كلنا قبيلة عشال وكلنا محافظة عشال وكلنا أنصاره واسرته ؛ ولكن يجب أن تأخذ القضية مجراها في البحث والتحري والتحقيق فسبيلها الامن والقضاء ولا باس من الضغط الشعبي غير المشبوه في حدود الوقفات الاحتجاجية حتى تظهر الحقيقة وتحل القضية.
ولا شك أن هناك فسادا في الاجهزة الامنية يجب وضع حدود له ولا أحد ينكر ذلك ولكن لا ينبغي اعلان الحرب على جميع منتسبي الاجهزة الامنية وفقد الثقة فيها برمتها ووضعها في قفص الاتهام ، وكلنا ضد أي تستر عن الجناة مهما كانوا ، وهكذا تأخذ القضية مجراها امنيا وقضاىيا وضغطا شعبيا رشيدا غير مشبوه ولا مسيس ، ولا محاولة من المحاولات في اختطاف قضيتنا الجنوبية واضعاف حاملها السياسي المجلس الانتقالي الجنوبي .
قال تعالى ( ونعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان)

د عبده يحيى الدباني
القاهرة
14 يوليو 2024م