آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-06:02ص


جامع السعيد / الحجري /أحمد هايل....

الجمعة - 12 يوليه 2024 - الساعة 03:33 م

عبدالسلام فارع
بقلم: عبدالسلام فارع
- ارشيف الكاتب




جرت العادة وأنا في طريقي إلى مسجد القرشي أن أتوقف للاستراحة واستعادة الأنفاس وفي المحطة الثانية على الطريق إلى المسجد وكعادته كل ما مررت من أمامه استقبلني داوود النجاشي بابتسامته المعهودة طالبا مني التريث والجلوس في محله المكشوف للبطاريا.... 


فاستجبت لطلبه بعد أن كان قد وضع الوسادة الخالية حسب الأديب الراحل إحسان عبد القدوس على البردينة الخاصه بالجلوس... 

ولم تمر غير ثوان معدودات حتى أهل علينا شقيقه الجميل ودمث الأخلاق نصيب النجاشي بسيارته الأنيقة طالبا مني مرافقته مع اولاده وأحفاده الى مسجد السعيد لأداء صلاة الجمعة.... 

فما كان مني الا أن لبيت النداء وذهبنا صوب المسجد عبر مسالك يجيد التعامل معها جيدا وكانت محطتنا الأولى التوجه إلى المقبرة التابعة للمسجد..... 

حيث تتواجد والدته سعيدة المنتقلة الى رحمة الله والمغفور لها ان شاء الله.... 


وبعد أن قرأنا لها ما تيسر ودعونا لها بالمغفرة اتجهنا الى المسجد للصلاة.... 

والذي كان مكتضا بالمصلين بطريقة مذهله وكعادتي أحاول البحث عن وسيله اصل من خلالها لأقرب نقطة من المنبر بهدف التنسيق مع الخطيب لنقل خطبتي الجمعة كما حدث في أكثر من مسجد من مساجدنا ومن مساجد مماثله في كل من القاهرة بمصر العروبة ومدينة جدة بالمملكة السعودية....

وعموما أيها الأحبة الأماجد دعوني أعود بكم إلى ما يقارب العشرين سنة... 

يوم أن ولدت وتبلورت وأكتملت فكرة تأسيس وتشييد جامع السعيد بمنطقة عصيفرة..... 

يومها كنت بمعية محافظ تعز الأسبق القاضي أحمد عبد الله الحجري ... 

في جولته الميدانية التفقدية للمنطقه وكان معنا وبسيارته الخاصه رجل البر والاحسان وأحد أبرز مهندسي الاستثمار في مجموعة الخير والعطاء مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه الاستاذ القدير الراحل أحمد هائل سعيد..... 


يومها تجمع أعيان وقبايل المنطقة حول سيارة المحافظ الحجري وطالبوه بالحاح شديد ببناء مسجد في المنطقة فرد عليهم الحجري  بعد أن  خاطب الراحل أحمد هائل بلغة العيون قائلا...

خلاص عليكم الأرض وعلينا البناء وأنذاك بادر الهائل أحمد هائل سعيد على التو معلنا عن موافقته في بنا ء المسجد... 

والذي يعد من أهم وأبرز المساجد على مستوى الوطن بأكمله فهو وبحق تحفة معمارية فريدة ونادرة لا  ابالغ ان قلت بأنه صار من  أهم ملامح ومعالم مدينة تعز.....

وبختصار شديد جامع السعيد من الداخل والخارج تحفة نادرة مفعمة  بالروحانية والجمال والكتابه عنه لا يمكنها أن تفيه حقه في مثل هكذا عجالة.... 

أما خطيب المسجد
حسن الأسدي فقد كان أسدا حقيقيا بتناوله للقضية الفلسطينية وللصمود الاسطوري لأبطال المقاومة.. 

وما شد الاهتمام في أرجاء المسجد من الداخل اضافة إلى الأيات القرأنية والنقوش واللمسات الجمالية  انتشار الشاشات التي تنقل  الخطبة... 

اضافة الى ترجمتها عبر الاشارة للصم والبكم من خلال  أحد الاختصاصيين...


(هامش..) 

بعد أن كانت المقبرة خاصه بشهداء الحرب اصبحت لكل الموتى مدنيين وعسكريين وكما أبلغني النجاشي نصيب فإن مؤسسة الشيخ حمود سعيد  المخلافي رئيس المقاومه الشعبيه... 

هي المسؤوله عن المقبرة وكل القبور شيدت بمواصفات دقيقه ومبهجة وبرسوم ستين الف  ريال فقط....