آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:03ص


البنك المركزي بين الوظيفة السياسية والنقدية

الخميس - 11 يوليه 2024 - الساعة 09:49 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


البنك المركزي اليمني هو الجهة التنظيمية الرئيسية للنقد في البلاد ويقوم بتطوير وتنفيذ سياسة نقدية موحدة للدولة .

مؤخراً هدد عبدالملك الحوثي بضرب مواقع حيوية في السعودية واولها البنوك وهي رسالة مشفرة للسعودية عملاً بالمثل القائل ( اخبط الوطاف يفهمك ..) وذلك للضغط على البنك المركزي اليمني للعدول عن قرارته الخاصة بنقل البنوك من صنعاء الى عدن لان الحوثي يدرك ان البنك المركزي يخضع لقرارات بعض دول الاقليم الكبار ويقوم بوظيفة سياسية وقرارته قابلة للطي والتعديل وهذا ليس سرًا .

نظام سعر الصرف في اليمن ثلاثة أسعار مختلفة للدولار الأمريكي والريال السعودي مع احتساب سعر السوق السوداء ، في اليمن كذلك يقوم البنك بوظائف سياسية الى جانب النقدية والسبب مرتبط بمن هم اسياد المال في البلاد فهم ليسوا متشابهين و على مستويين ، الاول يضم من يهتم بالأرباح من العملات الاجنبية والمحلية والتجارة وحتى من المخدرات ، بينما يأتي في المستوى الثاني من يطمح بالسيطرة على البلاد وهذا أعلى مستوى على غرار المكتب السياسي للحزب في الاتحاد السوفيتي الذي كان بالنسبة له موضوع سياسة الادارة واعداد الكوادر للبنك المركزي دائماً موضوعا مغلقاً في اطار أي حديث عن عمل البنك وهو ما كان احد الاسباب الرئيسية لعدم امكانية اجراء اصلاحات اقتصادية جذرية في البلاد ادت في النهاية الى انهيار الاتحاد السوفيتي .



أن سوء الإدارة النقدية تضر بالاقتصاد؟ حيث تسعر غالبية المحلات والسوبر ماركت بضائعها بعملة الدول المجاورة وبعض هذه المحلات لا يقبل البيع إلا بهذه العملات او ما يعادلها بالريال اليمني وبسبب هذا الوضع تحول الاقتصاد اليمني المنوع والمنهك إلى اقتصاد يعتمد على العملات الاجنبية والتحويلات الخارجية وهذه الحالة تزيد من عدم المساواة في المجتمع وانتشار الفقر و الفساد و الجريمة .

انهارت العملة المحلية امام العملات الاجنبية بسبب السياسية البنكية اليمنية غير المستقلة و انتشرت المخدرات واصبح التقارب بين تجارة المخدرات وغسيل الاموال احد اهم الانشطة على الساحة اليمنية ، وهذه الحالة تذكرنا بالأوضاع عندما بدأت الأزمة المالية العالمية في 2008-2009 حينها ازداد التقارب بين البنوك وسوق المخدرات بشكل كبير إذ كانت البنوك على وشك الغرق و كانت بحاجة للنقد ونتيجة لتلك الازمة اصبح الكثير من ممثلي تجارة المخدرات اعضاء في الهيئات الادارية للعديد من بنوك العالم البارزة .

هناك عدة عوامل تؤثر على سعر الصرف في أي بلد اولها اخطاء في إجراءات البنك المركزي ومسار التداول في سوق الصرف الأجنبي والوضع الاقتصادي للبلاد و الأزمات والحروب والعقوبات وعدم الحصول على البيانات المالية الأساسية من الحكومة جميعها اسباب قائمة في اليمن وتجبر العديد من المحللين إلى الانخراط في أنشطة تقترب من التجسس بسبب صعوبة الحصول على المعلومات والبيانات بطرق رسمية .