آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


العاصفة (٢)

الخميس - 11 يوليه 2024 - الساعة 09:52 ص

حسين السليماني الحنشي
بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب




كان فرحنا بالعاصفة الثلجية ، لعدم وجودها ببلادنا، حتى ظن كثير من الشباب؛ أنهم يستمتعون باللعب بالثلج ... وإن الماء سيتوفر بشكل لم يسبق له مثيل من قبل!
لكن تلك الأحلام والرؤى المستقبلية ضاعت مع اختفاء الثلج، بل وتحولت العاصفة إلى عاصفة رملية كانت الأبصار تكاد تختفي، بل ادخلتنا بيوتنا التي أصبحت خاوية على عروشها، ومحت الطرق التي كنا نعرفها، وسلكنا طرق لم نعهدها من قبل، حجبت الرؤية علينا وأغلقت الأفق على كثيرا منا.
حتى الطعام والشراب اختلط بالتراب...
اغمرت المزارع... وأصبح البحر ممتلئ... حتى الصياد لم يعد يرغب بدخول البحر ، كانت الأمواج كأنها سفن حربية تمنع الاقتراب ....
لقد حطمت المباني العامة، واسقطت الأسلاك الكهربائية، وانقطع التيار الكهربائي عن المنازل...حتى شبكات الصرف الصحي ، وأنابيب الماء لم يعد لها مكان، امتلأت الشوارع بالمياة الملوثة، هربت بعض العوائل إلى المدارس، تكدست عندها القمامة، لايستطيع الإنسان البالغ العاقل القرب منها...
حيث جعلت ألكثير يعيش التيهان؛حينما حجبت الرؤية، وزاد الرعب والغموض الرهيب من سماع الأصوات التي تستغيث....