آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-06:08ص


تصاعد ظاهرة الغش في الامتحانات

الإثنين - 08 يوليه 2024 - الساعة 05:06 م

محمد العنبري
بقلم: محمد العنبري
- ارشيف الكاتب


لم تعد ظاهرة الغش في الامتحانات مجرد حالات فردية بل أصبحت مشكلة واسعة الانتشار تهدد النظام التعليمي بأسره في الماضي، كانت أساليب الغش تقليدية ومحدودة يمكن للطلاب استخدام أوراق صغيرة يخفيها في جيوبهم أو كتابة المعلومات على كفوفهم هذه الأساليب القديمة كانت تتطلب شجاعة وحذرًا كبيرين، حيث كانت احتمالات النجاح فيها ضئيلة وكان المراقبون يقظين بما يكفي للكشف عن محاولات الغش بسهولة.

يحن البعض إلى أيام مضت حيث كان مجرد التفكير في النظر إلى ورقة زميل أثناء الامتحان أمراً مستحيلاً ويعاقب بشدة كانت تلك الأيام تشهد مستوى عالياً من النزاهة والاحترام للقوانين التعليمية.

ومع تقدم الزمن تطورت وسائل الغش بشكل ملحوظ لتواكب التقدم التكنولوجي أصبح الطلاب يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة لتحقيق أهدافهم بطرق غير شرعية يشمل ذلك استخدام البلوتوث وتطبيقات المراسلة الفورية مثل واتساب، وحتى التقاط صور لورقة الأسئلة وإرسالها للحصول على الإجابات الفورية تواجه هذه الأساليب المتطورة تحديًا كبيرًا أمام المراقبين في القاعات، الذين يجدون أنفسهم في مواجهة معركة غير متكافئة.

تزداد المشكلة تعقيدًا عندما نتحدث عن نقص الدعم من الجهات الرسمية مثل إدارات التربية والسلطات المحلية هذه الجهات غالبًا ما تكتفي بزيارات شكلية لمراكز الاختبارات دون اتخاذ إجراءات حقيقية وفعّالة لمعالجة المشكلة يجب أن يكون هناك تعاون جاد ومكثف بين كافة الجهات المعنية لوضع حد لهذه الظاهرة.

من ناحية أخرى فإن مشاركة بعض الأطراف في تسهيل عمليات الغش تزيد من تعقيد الوضع هناك تقارير عن مشاركة بعض اللجان الأمنية، والمرافقين في تسهيل الغش مما يضفي شرعية غير مقبولة على هذه الممارسات ويجعل الغش يبدو وكأنه حق من حقوق الطالب هذه التصرفات تشكل تهديدًا خطيرًا للنزاهة التعليمية وتساهم في تدهور القيم الأخلاقية في المجتمع.
لقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات حازمة ورادعة لمواجهة هذه الظاهرة المتفاقمة يجب تعزيز القوانين وتطبيقها بصرامة على كل من يحاول الغش أو يسهل حدوثه بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون هناك برامج توعوية تستهدف الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية النزاهة الأكاديمية وأضرار الغش على المدى البعيد.

التكنولوجيا التي ساهمت في تفاقم مشكلة الغش يمكن أن تكون أيضًا جزءًا من الحل يمكن استخدام أنظمة المراقبة المتقدمة، وبرامج الكشف عن الغش وحتى التقنيات البيومترية لضمان نزاهة الامتحانات على الرغم من أن هذا قد يتطلب استثمارات كبيرة، إلا أنه ضروري للحفاظ على مصداقية النظام التعليمي.

في الختام يجب أن نتذكر أن الغش في الامتحانات ليس مجرد خرق للقوانين بل هو انعكاس لمشكلة أخلاقية أعمق تتطلب جهودًا متضافرة من المجتمع بأسره النزاهة الأكاديمية هي حجر الزاوية في بناء مجتمع قائم على المعرفة والعدالة، وأي تهاون في هذا المجال يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على الأجيال القادمة.