للمرة الثانية يحقق العزيز الدكتور عبدالله صالح الغزالي إنجاز علمي رفيع ولم اكون حاضرا لتواجدي خارج الوطن وهو عذر حقيقي اضطراري استثنائي .. لا بئس أن ابعث إليه تهنئة خاصة من المدينة التي لا تنام العاصمة المصرية القاهرة بمناسبة تحقيق أكبر إنجاز علمي في حياته نيله شهادة الدكتوراة بامتياز مع مرتبة الشرف على رسالته الموسومة ب( قبيلة القطيبي في ردفان ١٨٨٧م-١٩٦٧م ) التي كما أشرنا منح في نهايتها شهادة الدكتوراة بامتياز مع مرتبة الشرف
ومن خلال الصور في قاعة المناقشة رأيت مظعم رموز وشخصيات وقيادات قبائل القطيبي حاضرين وايضا من عامة ردفان ولحج وأبين وعدن وشبوة وحضرموت ويافع والضالع بما فيهم المناضل الفلسطيني الدكتور ابو رحب والمناضل الفلسطيني ابو علي. ويفترض أن يحضر كافة شخصيات وشباب قبائل القطيبي الردفانية لأن الباحث عبدالله الغزالي قدم تاريخ هذه القبيلة لرحلة قرن كامل من تاريخها كأول رسالة أو بحث علمي دقيق بذل فيه لسنوات قصارى جهده بالارقام والتاريخ للأحداث والمراحل والمنعطفات ولم يكن كلام انشائي . سيستفيد منه الأجيال جيلاً بعد جيل
ومشهود لقبيلة القطيبي بتاريخها النضالي العظيم في رحاب ثورة ١٤ اكتوبر المجيدة التي انطلقت من معقلها في ردفان بقيادة ابن القبيلة ذاتها الشيخ راجح بن غالب لبوزة الذي سقط اول شهيد لها ومنذ ذلك اليوم انطلق الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني اربع سنوات حتى نيل الاستقلال في ال٣٠ من نوفمبر ٦٧م الأغر
وعلى المستوى الشخصي تربطني علاقات اخوية استثنائية وقبيلتي ال يوسف في كلد يافع بني قاصد مع قبيلة القطيبي التي نزح الكثير من أهلها وأسرهم إلى منطقتنا وسكنوا في منطقة تسمى مزوق وادي ثنهة مازالت منازلهم أو بقايا منها حتى اليوم وكان فقيدنا الكبير اللواء محمد راجح لبوزة يكرر علي قبل وفاته يقول ياعلي اشتي ازور هذه المنطقة لاتذكر ذلك الزمن وانا طفل صغير .
والجدير بالذكر أن قبيلة اليوسفي التحمت مع قبيلة القطيبي وقبائل ردفان وغيرها في قتال الانجليز في جبهة ردفان الشرقية وسقط عمي الشهيد البطل ناجي سعيد عبدالله اليوسفي بعد لبوزة بأيام قليلة وأخذ الإنجليز جثته ولم يعرف اين دفنت حتى اليوم
بعد الثورة تعرضت قبيلة القطيبي لكل أنواع الظلم والاقصاء والاجحاف وصنف الكثير من أبناؤها بتلك المسميات التي نخجل من ذكرها اليوم .لكن بالمقابل منح بعض المناضلين الشرفاء رتب عسكرية ومازل شريط الذكريات يعود بي إلى مطلع الثمانينات في سلاح الدروع بمعسكر صلاح الدين كنت اشاهد الفقيد المناضل قاسم حسين حامل رتبة رائد وهي رفيعة في ذلك الزمن بينما شقيقه الأكبر صالح نقيب ولم اسأل إلى الآن عن السبب أما الفقيد المناضل قائد علي الغزالي كان رائد ايضأ وأخيه الأصغر سيف برتبة نقيب في كتيبة الـ بي ام بي أكثر من تعرض للتهميش الفقيد الكبير اللواء الركن محمد راجح لبوزة كان ضابط في العمليات وهو أكثر تاهيلاً خريج الدفعة الثانية كلية عسكرية وبقي صامدا في زاوية شديدة التهميش حتى بعد العام 94 م استقل الرئيس علي صالح الصراعات داخل الجنوب بذكاء فانصفه وعينه نائب لرئيس هيئة الاركان العامة ومن موقعه عاد اسم شهيد الثورة لبوزة وخدم الكثير إضافة إلى بروز ابن عمهم الدكتور قاسم محمد غالب لبوزة واللواء حسن لبوزة واللواء محمود أحمد مقبل الغزالي وعلي منصر فيما المناضل التاريخي الفذ عبدالله عبدالكريم جدو حفر تاريخه بنفسه وكان مناهضا لكل صنوف الظلم في الجنوب وفي الوحدة ، أما والد الباحث الفقيد المناضل الكبير صالح علي الغزالي فهو أشهر من نار على علم وعين أول مامور لمديرية ردفان بعد الاستقلال ولاحقأ تعرض أيضا للتهميش وكلف بالاشراف على صيانة طريق وادي بناء ردفان وبعد احداث يناير 86م استشهد أكبر اولاده بالليل خريج كلية عسكرية برتبة ملازم فخجل المنتصرين من هذه التضحية فعين نائب مدير دائرة الشهدا ء ومناضلي الثورة بالجمهورية فعاد اسمه إلى الواجهة وخدم وانصف كثير من المناضلين المقصيين والمحرومين حتى من ذلك الراتب الضئيل وبرز لاحقا معالي الوزير فيصل محمود وغيرهم .
اشرت في سرد ذلك بعشوائية وعفوية واختصار لاهمية البحث الذي قدمه الدكتور عبدالله صالح علي الغزالي. الذي حقيقة اعاد اليوم قبيلة القطيبي إلى واجهة المشهد .
والخلاصة إلى قبل كتابة هذه السطور كان الأخ العزيز والصديق العميد الركن فضل طهشه وهو ابرز قائد عسكري وسياسي في ردفان والقطيبي يسالني عن عدم تهنئة الدكتور عبدالله الغزالي ولكني فضلت تقديم التهنئة مع سرد بعض الذكريات والمعلومات التي اقحمت بها القراء أرى أن بعضها فيها من الفائدة لاخذ التجارب وتصحيح الأخطاء والممارسات التي وقعنا فيها في الماضي وهي في ذمة التاريخ
ألف مبروك العزيز الغالي الدكتور عبدالله صالح علي الغزالي القطيبي هذا الانجاز العلمي المشرف وحتى نلتقي سلاااااااااام
