آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-06:12ص


ما علينا.. عزيزي المواطن طنش

السبت - 06 يوليه 2024 - الساعة 05:09 م

احمد الجعشاني
بقلم: احمد الجعشاني
- ارشيف الكاتب


اصبح المواطن يسخر و يطنش ، ولا يعول كثيرا على بيانات الحكومة وقرارتها ، لأنها حكومة لا تحترم عقل المواطن وما يعانيه من ظروف صعبة ، بينما العلاقة بين الحكومة والمواطن، علاقة تطنيش مستدامة ولا عجب في ذلك ، لأنها حكومة افتقدت الى المصداقية والشفافية في عملها، وعدم الإحساس بمعاناة المواطن، وحقيقة الامر ان المواطن لم يعد يكترث كثيرا أصبح يطنش، في كل ما تورده الحكومة من قرارات او اي بيانات يصدر منها ، لأنه ما تقدمه الحكومة وما تسنه من قوانين رادعه ضد الفساد والتلاعب بقوت المواطن واحتياجه ، لم يصل اليه ولم يطبق على أرض الواقع ، وذلك بسبب بعد المشرقين بين الحكومة والمواطن ، حكومة مقيمة خارج الوطن ، يعيشون برفاهية عالية هم وأبنائهم وزوجاتهم ، ويستلمون رواتب من خمسة عشر ألف الى عشرة الف دولار ، مستغلين امتيازات كبيرة من المال العام ويشغلون الوظيفة العامة ، بينما المواطن في داخل المدن المحررة ، مطحون يعاني من كل شيء ، لا كهرباء تعمل ولا المياه تضخ، والتعليم غير مستدام متقطع بسبب انعدام الكهرباء ، والحكومة مقيمه خارج البلد وخارج نطاق التغطية ، ما فائدة الحكومة اذا كان لا تستطيع ان تعمل داخل وطنها وسط مؤسساتها ، فساد في شرعنة إهدار المال العام ، بينما المواطن لا يستلم سوى أربعون الف وان كثرة ستون الف ريال يمني أو حتى مائة الف ، مبلغ لا يوازي أقل من عشرة دولار فقط في الشهر ، ما هو الا فساد و اخلال بالعدالة الاجتماعية في مستوى الدخل بين المواطنين ، ما علينا عزيزي المواطن طنش .

أطنش مرة اخرى ، وانا اسمع كلام الحكومة ،وهي تطالب المواطن، بسداد فواتير الكهرباء، قبل ايام تحدث المدير العام الكهرباء سالم الوليدي ،في منتدى اليابلي ثم بعدها بأيام قليله ،تكلم وكيل محافظة عدن نصر الشاذلي ،في مؤتمر صحفي في مكتب المحافظ، عن توقف الدعم عن مادة الديزل للكهرباء ، و قال على المواطنين ضرورة سداد فواتير الكهرباء ، بينما هو يعرف جيدا ان الكهرباء غائبة ولاوجود لها ، وان جاءت تأتي الى البيت ضيف محترم .. تقرأ السلام وتشرب الشاي اذا وجد، وتغادرنا بكل ادب واحترام ، ساعتي زمن لا أكثر ، وعليك ان تتصرف وان توجد البدائل المتوفرة في السوق ، الحمد لله هناك بطاريات الشحن والطاقة الشمسية وهي مكلفة وتحتاج الى مئات من الآلاف من الريال يمني فقط ، واما الماطور وما ادراك ما المأطور الذي اصبح مكلف جدا ولا يستطيع كل مواطن شرائه. الا اذا استلف واخذ قرض من هنا او هناك ، ثم تأتيك المفاجأة من الحكومة الموقرة أن ترفع سعر الدبة البنزين، ابو عشرين لتر الى ثمان و عشرين ألف ريال ، ومطلوب منك تسدد فاتورة الكهرباء ، ما علينا عزيزي المواطن طنش .

اطنش . حين أرى المتقاعدين وهم اكثر المواطنين معاناة في هذا الوطن ، حيث يتقاضى راتب زهيد لا يكفي قوت يومين ، أربعون الف ريال يمني فقط ،بينما أسعار المواد الغذائية، ترتفع كل يوم ، الدبة الزيت بخمسه وعشرين الف ريال، والكيس الرز بأربعة وأربعين الف ريال، والكيلو السمك بتسعة الف ريال، والحبه البيض بمائتين ريال ، مسكين هذا المواطن، بينما اصغر وكيل وزارة او محافظة، يستلم خمسه الف دولار أي خمسة مليون ريال يمني ،مما يعني ازدياد نسبة الفئات الفقيرة في المجتمع وطحن المواطن ما علينا ، عزيزي المواطن طنش .

اطنش عما تفعله الحكومة بالمواطن، بل استغرب واتعجب من كلام الحكومة، عن ترشيد النفقات واهدار المال العام وسوء الانفاق، بينما هناك جنود الامن والجيش ثمانية اشهر لا يستلمون الراتب، وأخرون من أعضاء الحكومة مقيمون في الخارج ، ويتنقلون هم وابنائهم وزوجاتهم ، من بلد الى اخر، وبامتيازات وصرفيات بالدولار، وسيارات مصفحة يتنقلون بها من مكان إلى آخر، عن أي ترشيد (للحفلات) اقصد النفقات من المال العام ، ما علينا طنش عزيز المواطن .

اطنش . حين اسمع كلام الحكومة، ان الميزانية لا تسمح، زيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين، ذوي الرواتب الأدنى، بينما الأسعار ترتفع كل يوم مقابل ارتفاع الدولار ، والحكومة لا تتوقف عن صرف ملايين الدولارات ، موازنة تشغيلية
لسفر لموظفين الحكومة الكبار الى الخارج مؤتمرات وندوات في الرياض والقاهرة وتركيا وغيرها من البلدان لا تسهم ولا تغني من جوع ، وتدفع ايجارات فنادق و شقق فاخره إهدار للمال العام ، دون استغلالها الأمثل ، بينما المواطن يقرص الجوع في الداخل ، ما علينا عزيزي المواطن وكل تبن وطنش .

اطنش . واصبر على انطفاء الكهرباء ساعات طويله وابقى في الظلام .. اطنش وانا انتظر الماء حتى يأتي الينا بعد يوم او يومين .. اطنش عن توقف التعليم في عدن وامتحانات الثانوية العامة في الطقس حار ولا توجد كهرباء في المدارس .

اطنش عن الصحة في عدن ودكاترة لا يحضرون مستشفى الحكومة، ويستلمون رواتبهم منها ،ثم يطلب منك الحضور الى العيادة الخاصة لتدفع مالك وتفقد صحتك لديهم ، ما علينا ياعزيزي المواطن طنش .

لكن أخبروني كيف اطنش اذا وصل الامر الى ان اجوع انا وابنائي ، ولا استطيع ان احصل على لقمة الطعام في ظل هذا الغلاء الفاحش .
هل أطنش الرحمة يا حكومة المناصفة .. الرحمة يا حكومة لم أعد قادر أن طنش لكم أفعالكم.
أحمد الجعشاني