آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-08:01م

جولة جديدة من المفاوضات واختلاق الأزمات

السبت - 06 يوليه 2024 - الساعة 02:57 م
مطيع سعيد سعيد المخلافي

بقلم: مطيع سعيد سعيد المخلافي
- ارشيف الكاتب




بعد مرور ما يقارب من ستة أعوام من زمن مسلسل الحوار والمفاوضات ، لم يتزحزح الملف اليمني من مكانه ، ولم تنجز أي قضية من قضايا الحوار والمشاورات ، وانما زادت الأمور تعقيداً ، وتضاعفت المشاكل والاختلافات ، وزادت العقبات والمناكفات والتحديات ..

ولذلك ، فإننا لم نعد نأمل بحلول السلام عن طريق هذه الاكاذيب والخدع والمغالطات ، وما يدور في كواليسها وحلقاتها المكسيكية من تآمر و استغلال ومغامرات ،
ولم نعد نتحمس لما يدار في مفاوضات مسقط من مشاورات بشأن ملف الأسرى أو غيره من الملفات ، لأننا نعلم أن الهدف الأساسي والرئيسي لانعقاد مفاوضات مسقط هو تمييع وتعطيل القرارات الاقتصادية التى أوشكت أن تطيح بالمليشات..

إن عملية السلام وانعقاد جولات الحوار والمفاوضات لا تتحرك وتنعقد بحسب ألية محددة ومزمنة ، وإنما تتحرك وتنعقد بشكلٍ عشوائي ، وبحسب ما تقتضيه مصلحة الجهات الراعية والمشرفة على الحوار والمشاورات ، والمستفيده من إطالة أمد الصراع وبقاء المليشيات..

ولذا، فإننا نشاهد أنه كلما تكالبت المشاكل والمخاطر والعواصف على المليشيات الحوثية ، وبدأت تتهاوى وتتهيأ للسقوط والهلاك ، يسارع المجتمع الدولي للتدخل ، ويجتهد المبعوث الأممي بالتحرك وعقد اللقاءات ، وتبدأ الاتصالات والوساطات لإقناع أطراف الصراع بالعودة إلى طاولة الحوار والمشاورات ، والبدء بجولة جديدة من المفاوضات ..

وللأسف الشديد فإنه ومع بداية كل جولة من جولات المفاوضات تبدأ الضغوطات الإقليمية والدولية والأممية على الشرعية ، ويطلب منها التراجع عن قراراتها ، وتقديم التنازلات تلو التنازلات ، فتتجمد القرارات التى صدرت ، وتتراجع القوات التى تقدمت ، وتستعيد المليشيات عافيتها التى فقدت وقوتها التى ضعفت ، ثم تبرم الاتفاقيات الواهية بخصوص أجزاء من ملفات حسن النوايا الشائكة ، وتحدد آلية طويلة المدى لتنفيذ ما يصدر عن المشاورات من التزامات والتي تنقضي دون أن تلتزم المليشيات بتنفيذ أي تعهد مما أبرمته من تعهدات ..

إن المليشيات الحوثية تجيد المماطلة وخلق الأعذار والتنصل عن تعهداتها المبرمة ، فهي تدير العمليات العسكرية وعملية السلام والملفات السياسية والاقتصادية والانسانية وغيرها من القضايا بالطريقة الإيرانية أو بالأصح بخبرات وقيادات إيرانية تعرف متى تصعد عسكرياً ، ومتى تصدر بيانات وتصريحات التهديد والتحديات ، ومتى ترضخ للسلام والمفاوضات ، ومتى تقدم الفتات من التنازلات ، وتخدر الأوضاع ، وتزيل الحواجز والعقبات ، ومتى تتمرد وتتنصل عن كل ما أبرمته من اتفاقيات ومعاهدات ، وكيف تطيل أمد الحرب وأمد السلام والمشاوارات ، وكيف تستفيد من الوقت في البناء والتوسع ، واستعادة القوة ، ونهب المزيد من الثروة والمقدرات وتنفيذ ما يملى عليها من مخططات ومؤامرات.