آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-07:51ص


الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ،،

الجمعة - 05 يوليه 2024 - الساعة 10:25 م

د. سعيد سالم الحرباجي
بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
- ارشيف الكاتب


إني لأراها وقد أطلَّت بقرونها ، وأوقدت نارها ، وتوشحت بعفنها ، وتبخترت بلهيبها ...
يغني لها ضعفاء النفوس ، ويصفَّق لها عديمو الضمائر ، ويطرب لها بائعو الأوطان .

إنها الفتنة التي يحاول البعض اليوم أن يركب موجتها ، ويمتطي صهوتها ، وينفخ كيرها ، ويوقد نارها ..لتحرق الأخضر واليابس.
وما هكذا ترد الإبل !!

إننا في جنوبنا الحبيب نعيش أوضاعاً مأساوية لا تُوصف ، ولا تحتمل مزيداً من التشظي ...ولا أظنَّ أنها تحتمل مزيداً من صراعات عبثية بين أبنائه الشرفاء.

لذلك لا نريد أن تُستغل قضية الأخ العزيز ( علي عشال الجعدني) لمآرب دنيئة .
مرة أخرى نحن ندين ونستنكر ، ونستهجن ما تعرض له الأخ علي من اعتداء آثم خارج نطاق النظام والقانون ، وبصورة تبعث على القلق من هكذا تصرفات.
ولكن لا نريد أن تتحول قضية الظلم الذي نزل به وبأسرته إلى القشة التي ستقصم ظهر البعير ، ومعها يسنقصم ظهر الجنوب .

لذلك أدعوة كل العقلاء من جميع المحافظات الجنوبية ..... أن يتداعوا لرفض هذه التصرفات الرعناء التي تمزق النسيج الاجتماعي ، وتقوَّض جسور الأخوة ، وتهدم أعمدة التواصل الاجتماعي.

وفي الوقت ذاته _ وحتى لا يقع الفأس في الرأس _ نطالب الأجهزة الأمنية في محافظة عدن أن تُفصح عن مصير الأخ علي عشال ، وأن يُحال المعتدون إلى السجن ، وأن تتم معاقبتهم علناً .
كما نتمنى أن تتحلى أسرته بالصبر ، وأن تعطي الفرصة الكافية للعقلاء من الطرفين أن يتداركوا الأمور حتى لا تصل إلى مالا يُحمد عقباه .

كم أتمنى أن تكون قضية الأخ علي عشال نهاية لتصرفات خرقاء مورست _ من قبل البعض _ بحق شريحة واسعة من أبناء الجنوب تحت مسميات مناطقية ، أو جهوية ، أو حزبية .
كما أتمنى كذلك أن تكون نهاية لإدعاء حق الوصاية ،وصك الغفران لقضية الجنوب ، وأنها الممثل الوحيد للشعب الجنوبي.
وكلي رجاءُ أن تكون بداية لمرحلة جديدة يلتقي فيها عقلاء الجنوب لصياغة عقداً جديداً لكافة أبنائه ( يجرَّم فيه حرمة الدم الجنوبي الجنوبي، ويؤسس من خلاله لمظلة شاملة يستظل تحت فيئها كافة شرائحه )

إنني أجدها فرصة مواتية جدآ جدآ اليوم لاستغلال هذا الحدث الخطير ..... لهدم معبد المناطقية المقية ، وتمزيق ستار الجهوية الدنيئة ، وتفعيل مبدأ التسامح الصادق ، وتعزيز روح الأخوة المتينة ، وتمكين كافة أبناء الجنوب من رسم معالم مستقبل أجياله الصاعدة .

عشمنا كبير في الأخ محافظ محافظة عدن أن يتولى هذا الأمر بنفسه ، وأن يتواصل مع أسرة الأخ علي عشال بشكل مباشر ، ويُفصح لهم عن مصيره ، ويُعالج القضية هو بذاته .

صدقوني أسرة الأخ علي ، وقبيلته ، وكافة قبائل أبين التي تداعت من كل حدب وصوب لنصرته........ ليس لهم من مطلب إلا أن يعلموا حقيقة الأمر ، والجهة التي ارتكبت الجرم ، ومعرفة مصيره .
وأعتقد أنَّ هذا مطلب شرعي ، وحق قانوني ، ونداء إنساني .
وهذا هو مربط الفرس ، وهذه هي كل الحقيقية.

فإذا ما استجابت السلطات التنفيذية والأمنية في عدن لهذا المطلب ، ولبٌَت هذه الدعوة ...
سَتُنتزعُ فتيلة الفتنة ، وستخبو نارها ، وستهدأ النفوس ، وسنقطع الطريق على نافخي كير الصراعات .

واحذروا التمادي ، والمماطلة .....لأنٌ الأمر قد وصل إلى ذروته ، وهناك أطراف كثيرة تصطاد في الماء العكر ، وتجتهد في صب الزيت على النار ، وتعمل بعنف لإيقاد الفتنة بين أبناء الجنوب كي يلجوا في أتون صراعات عبثية لا تبقي ولا تذر .

وأظنٌ أنه بإمكان الاخ المحافظ ، والقيادة السياسية أن يتداركوا الأمر ، ويحلوا الإشكال اذا صدقت النيات .

وعلى هامش التفاعل مع قضية الاخ علي عشال ...
نطالب السلطات التنفيذية والأمنية في محافظة عدن........ أن يتم إطلاق سراح كافة المعتقلين قسرياً من أبناء أبين ( على وجه الخصوص ) وعلى رأسهم الاخ ( أسامة السعيدي ) وكافة المعتقلين الذين لم تثبت إدانتهم ، أو أن تتحول قضاياهم إلى النيابات والمحاكم .

حفظ الله الجميع من كل مكروه ،،
وحفظ جنوبنا الحبيب من التمزق والتشرذم