آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-06:12ص


شميري مسجد القرشي يواكب العام الهجري في خطبة الجمعة..

الجمعة - 05 يوليه 2024 - الساعة 05:27 م

عبدالسلام فارع
بقلم: عبدالسلام فارع
- ارشيف الكاتب




كعادته كان خطيب وأمام مسجد القرشي بتعز متألق ومتفوق في مواكبته لتوديع العام الهجري المنصرم واستقبال العام الهجري الجديد مشدداً على أهمية استغلال الوقت في كل ماهو مفيد وذلك عبر مرفدات سهلة وسلسة وعميقة استطاع ايصالها الي القلوب والعقول معا وقد تبين ذلك عقب الصلاه من خلال عديد المصلين الذين اشادو الي حد كبير بنجاعت الخطبة والتي استهلها
بالحمد والثناء على الله والوصية بتقوى الله والصلاة على النبي ثم ذكر الحضور پأن هذه آخر جمعة من هذا العام الهجري والتي هي السنة الخامسة والأربعين والاربعمائة بعد الألف من هجرة المصفى عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة وارشد المصلين إلى وجوب الوقوف مع النفس ومحاسبتها وعمل جرد حسابي نهائى كما يعمل التاجر الناجح ليعرف كم ربح وكم خسر وما اسباب الربح وما اسباب الخسارة كي يثبت اسباب الربح ويتفادى اسباب الخسارة للعام الجديد
فكذلك المسلم يجب عليه مراجعة أعماله وتصحيح الأخطاء والثبات على الصالح منها فالإنسان بضاعة موت لا يدري متى يحين أجله ((وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي ارض تموت ))
وعلى المرء أن يكون له وقفات مع نفسه كل يوم فإن لم تكن كذلك ففي رأس كل أسبوع فإن لم يحصل ذلك ففي كل شهر فإن فاته ذلك ففي كل عام
والإنسان العاقل بدل أن يحتفل بعيد ميلاده والتي هي عادة مستوردة وليست في ديننا عليه أن يحاسب نفسه على تفريطه وتقصيره قبل أن يأتي يوم يقول فيه ((يا حسرتا على ما فرط في جمب الله وان كنت لمن الساخرين))
ثم تطرق الخطيب لقيمة الوقت وأهميته في حياة المسلم فكما قيل :الوقت هو الحياة
فلا قيمة للذهب والفضة والجوهر إذا تم إهدار الوقت وتبديده فيما لا يعود على المسلم بالنفع فرديا وأسريا ومجتمعيا
ثم تطرق الخطيب إلى عادات أصبحت سلوكا متفشيا بين أفراد المجتمع ومنها السهر الليلي على شاشات الجوال وعلى مضغ القات فيما لا يفيد بل فيما يضر بصحة الإنسان ويقتل وقته ويخالف سنن الله في هذا الكون وهو أن يكون الليل للراحة والنوم ويكون النهار للجد والمثابرة والعمل
ثم تكلم بحرقة عن الواقع الذي انحدرت إليه أمتنا بعد أن كانت سيدة الأمم فقد أصبحت عالة على ما ينتجه أعداؤها فكل مقومات الحياة أصبحت تستورد من العدو حتى السلاح الذي نزعم أننا سنحارب به العدو ونحمي أوطاننا نستورده من اعدائنا
وكل ذلك بسبب تفريطنا في الوقت الثمين الذي لم نستغله للعمل والإنتاج
رغم أن ديننا أعطى الوقت أهمية كبرى فقد اقسم الله بكثير من اجزائة في القرآن الكريم اقسم بالليل والنهار والضحى والفجر والعصر والله لا يقسم الا بعظيم وذلك ليلفت أنظارنا إلى أهمية وقيمة الوقت
حتى الصلوات الخمس تذكرنا بقيمة الوقت في حياة المؤمن
ثم أضاف قائلا ايها المسلم كل يوم تعيشه إنما تقطع به جزءا من عمرك وتسقط به ورقة من شجرة عمرك. وتهدم به حجرا من بناء عمرك الشامخ فالليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما
ثم أضاف ناصحا
انك ايها العبد المؤمن تخرج من بيتك فلا تضمن العودة إليه مرة أخرى فربما الثوب الذي لبسته بيدك يخلعه مغسل الموتى من جسدك وما أكثر الموت في هذه الأيام وما أكثر أسبابه
فلتقف ايها العبد المسلم مع نفسك وانت تودع عاما وتستقبل عاما فتصحح الأخطاء وتزداد من الأعمال الصالحة التي تقربك إلى الله واختتم الخطيب خطبته الاولى بالحديث الذي يقول فيه الرسول ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما افناه وعن شبابه فيما ابلاه وعن علمه ماذا عمل به وعن ماله من اين اكتسبه وفيما أنفقه))فليعد كل منا لكل سؤال من هذه الاسئلة جوابا
وفي الخطبة الثانية تطرق الخطيب إلى نقاط ثلاث مهمه في واقعنا اليوم وبالذات في مدينة تعز
الأولى على الجميع التحلي باليقضة والحس الأمني وعلينا أن نكون ردفا لأجهزة الأمن فالامن مهمة جميع أبناء الجمتمع
الثانية على الآباء تهيئة الاجواءلأبنائنا الطلاب لأداء الاختبارات في جو مساعد
الثالثة على ابنائنا الطلاب الاعتماد على أنفسهم ومجهودهم في التحصيل العلمي فالغش ظاهرة مرضية تؤدي إلى انهيار المجتمعات ونبه المعلمين ضعاف النفوس إلى حرمة الغش للطلاب مقابل حفنة من الريالات فهذا عيب وجرم في حق معلمي الأجيال

و ختم الاستاذ عبدالستار الشميري خطبته بالدعاء كما هو الحال في كل خطب الجمعة