آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-08:01م

ضياع الأمن

الخميس - 04 يوليه 2024 - الساعة 10:03 ص
حسين السليماني الحنشي

بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب




إن الأمن أغلى المطالب وأنفسها، فبالأمن تصان النفوس، وتحفظ الأموال والأعراض، فتحقيق الأمن للشعب من أعظم وظائف الدول والحكومات، بل ويتسابق المرشحون لقيادة البلا في بلدان العالم المتطور، على من هو الأفضل في تحقيقه ؛ لأنه من أهم مطالب المجتمع، ويعتبر الأمن أحد أهم ركائز الإستقرار المجتمعي، ومن خلال الأمن يتم التعايش بين أفراد المجتمع، ويحقق التسامح ويجفف العنف، وهذا الإستقرار يولد فيه وينمو الجانب الاقتصادي، وهذا لا يتحقق ويصل إلى أعلى مستوى إلا بالمشاركة الفعالة من قبل أفراد المجتمع، والشعور بالمسئولية، والمواطنة من المواطن العادي إلى أعلى هرم السلطة؛ لكن بوجود السلطة الفعالة، يتفاعل معها أفراد المجتمع ...
إن الأمن ضرورة كبرى لإقامة الحياة الإنسانية؛ لذا تشترك الأمم كلها في طلبه والسعي لتحصيله، والأمم يقاس رغد عيشها وسعادتها ونموها وتقدمها بقدر ما حققته من أمن لشعوبها.
أما الدول والشعوب التي انتهى الأمن فيها، ضاع الاقتصاد والامان معا، وإن الناظر إلى حياة البلدان التي اختل أمنها، يرى العجب والعجاب، بل ويشاهده ويسمعه في وسائل الإعلام المختلفة، فأهل تلك الشعوب يعيشون في ضنك من العيش، وتفتقر حياتهم إلى أسهل مقوماتها الأساسية، فلا تكاد تبصر فيها وجوه نيرة ومشاريع مزدهرة قائمة على أصولها؛ لأنك تشاهد من يتحكم بالواقع لم تكن لديه المسؤولية، فيتحول هؤلاء الى لصوص وقطاع طرق، فتصير حياة تلك البلدان إلى عذاب ويرغب أهلها بتركها...
إن ففقدان الأمن سبب لضياع الحياة بشكلها الطبيعي.
إن تسلط العصابات التي لا تؤمن بالأمن ؛ لأنها لا تستطيع العيش بغيره،  وهي تولي  أمرها للأعداء خارج البلد مما يطمع في بقاءها فتتبادل المصالح ، ويموت الشعب!!!
وبهذا يتم تعطيل مسيرة البناء، فلا ينتفع  أحد فيها ما زالت تلك العصابات تحكم سيطرتها، فتتعطل أهم مؤسسات البلد وهي التعليم، بل يعيش الناس في قلق واضطراب، فأمن البلدان من أعظم مكتسباتها، فواجبنا جميعا أن نسعى إلى حفظ الأمن وتحقيقه بشتى أسبابه، ولن يتحقق ذلك بمجرد الأماني، بل لابد من عمل دؤوب، وجهد متصل، وتعاون متآلف؛ لتحقيق أمن البلاد والعباد.
وحتى نصل إلى تحقيق الأمن الذي بدوره يتحقق الأمن الغذائي للفرد وينتهي الفقر والفقراء وتتكافل القوى الاجتماعية مع المساكين و اليتامى و من على شاكلتهم، بالأمن يتحقق الإستقرار العام للبلاد، وتبرز الكفاءات الوطنية المخلصة في تحقيق الأمن وإنجاز المشاريع العملاقةفي التنمية والخدمات، وهنا يجدون أبناء الشعب أنفسهم أنهم يعيشون بوطن واحد...