آخر تحديث :الخميس-03 أكتوبر 2024-03:12م

“الأزمة اليمنية: عوامل ضعف الحكومة الشرعية وتصاعد نفوذ الحوثيين”

الأربعاء - 03 يوليه 2024 - الساعة 10:24 ص
عبدالجبار سلمان

بقلم: عبدالجبار سلمان
- ارشيف الكاتب



✍🏻: عبدالجبار سلمان

يشهد اليمن منذ سنوات حالة من الصراع السياسي والعسكري أدت إلى ضعف الحكومة الشرعية وتزايد نفوذ الحوثيين. هذا الصراع المعقد له جذور تاريخية وسياسية واقتصادية واجتماعية متعددة، وساهمت فيه تدخلات خارجية عديدة، هذه العوامل قد ساهمت في تقويض الحكومة الشرعية وتعزيز نفوذ الحوثيين.
بدأت الأزمة اليمنية تتفاقم بشكل كبير منذ اندلاع ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس علي عبد الله صالح. هذه الثورة أسفرت عن انتقال السلطة إلى الرئيس عبدربه منصور هادي، لكن الانتقال لم يكن سلساً، حيث واجه هادي تحديات عديدة، بما في ذلك الانقسام الداخلي وضعف المؤسسات الحكومية. تعددت أسباب ضعف الحكومة الشرعية وكانت الانقسامات الداخلية من أبرزها حيث تعاني الحكومة الشرعية من انقسامات داخلية بين مختلف الفصائل السياسية والعسكرية. هذه الانقسامات أضعفت الجبهة الداخلية وجعلت من الصعب توحيد الصفوف لمواجهة التحديات المشتركة. بإلاضافة الى ان بعض الدول الإقليمية تلعب دوراً مؤثراً في تعقيد الأزمة من خلال دعم أطراف معينة وتغذية الصراعات الداخلية لتحقيق مصالحها، أثرت هذه التدخلات على قدرة الحكومة الشرعية على اتخاذ قرارات مستقلة. هذه التدخلات غالباً ما تكون لتحقيق مصالح هذه الدول وليس لتحقيق استقرار اليمن.
وأيضاً كانت الأزمة الاقتصادية من أسباب ضعف الحكومة الشرعية، حيث ارتفعت معدلات البطالة وازدادت حالات العوز والفقر وانهارت العملة المحلية أدى كل ذلك إلى أزمة اقتصادية خانقة تسببت في انهيار الخدمات الأساسية مما أدى إلى تآكل الدعم الشعبي للحكومة الشرعية.
وأيضاً كان الفساد المنتشر وسوء الإدارة من أسباب ضعف الحكومة الشرعية هذا الفساد لم يكن فقط في المستويات العليا، بل امتد ليشمل مختلف المؤسسات الحكومية وأغلب مفاصل الدولة.
في المقابل زاد نفوذ الحوثيين حيث تمكن الحوثيون من جذب بعض الفئات الاجتماعية من خلال خطابهم الإيديولوجي والديني، مما وفر لهم قاعدة شعبية إضافية. وأيضاً تحالف الحوثيين مع بعض القبائل اليمنية واستغلوا التوترات القبلية وتمكنوا من عقد تحالفات محلية مع بعض القبائل والفصائل العسكرية مما ساهم في تعزيز نفوذهم. كان تدهور الأوضاع الإنسانية وفشل الحكومة الشرعية في توفير الاحتياجات الأساسية للسكان أدى إلى فقدان الثقة الشعبية، ووجد الحوثيين فرصة ذهبية واستغلوا الفراغ الذي تركته الحكومة الشرعية في مناطق عديدة، وقاموا بفرض سيطرتهم وتقديم خدمات للسكان المحليين، مما أكسبهم دعماً شعبياً في بعض المناطق. وبذلك تمكن الحوثيون على السيطرة على مناطق غنية بالموارد الطبيعية مثل النفط والغاز ساعدتهم في تمويل عملياتهم وتوسيع نفوذهم. إن الدعم السياسي والعسكري الإيراني للحوثيين سبباً رئيساً في تعزيز قدراتهم العسكرية حيث استطاع الحوثيون بناء قوة عسكرية كبيرة من خلال الاستيلاء على أسلحة الجيش اليمني، واعتمدوا على القوات المحلية من العسكريين والمدنيين الذين قاموا بتجنيدهم واستخدموا فيها تكتيكات حرب الشوارع والعصابات واستفادوا من التضاريس اليمنية الصعبة لتحقيق مكاسب عسكرية كبيرة، مكنتهم من السيطرة على مناطق واسعة في اليمن.
إن الوضع الحالي أدى إلى كارثة إنسانية في اليمن، حيث يعاني ملايين اليمنيين من الجوع والمرض والفقر والنزوح والسجن والإخفاء القسري. كما أن استمرار الصراع أدى إلى تدمير البنية التحتية وتعطيل الحياة اليومية. الحل في اليمن يتطلب جهوداً دولية ومحلية متكاملة لتحقيق السلام والاستقرار، وإعادة بناء المؤسسات الحكومية على أسس قوية وشفافة وذلك من خلال سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً على كامل الأراضي اليمنية. وأخيراً إن ضعف الحكومة الشرعية اليمنية ونفوذ الحوثيين هو نتيجة لعوامل متعددة تشمل الانقسامات الداخلية، الفساد، التدخلات الخارجية، والدعم الخارجي للحوثيين، من خلال تأثير الأوضاع الدولية والتحولات في السياسة العالمية التي تؤثر بشكل غير مباشر على الأزمة اليمنية، سواء من خلال الدعم السياسي والدبلوماسي أو عبر قرارات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تقف بشكل غير مباشر مع الحوثيين.