آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-08:01م

السرير

الإثنين - 01 يوليه 2024 - الساعة 09:28 م
حسين السليماني الحنشي

بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب




بيتنا كبير وجميل وقديم وله إرث تاريخي، وحضاري!
يوجد فيه سرير وثمنه حقا يسير، وهو سهل وبسيط.
ورثناه عن الأجداد، مهمل منذُ زمنا طويلا، وهو مصنوع من الحصير.
تصارع إخواني عليه صراع مميت.
صحنا بهم لم يتوقف أحد، ثم خرجت أغلب أخواتي بعد دهس الكثير من الرجال والشباب والأطفال، وموت البعض كان بالقتل العمد...
كانت الواحدة من أخواتي عبارة عن أم على الرغم من صغر سنها، تخرج تصيح بهم، لكن لا أحد يسمع، وهن على هذه الحالة، حتى لانت قلوب الوحوش من كثرة النوح في العراء ...
لم يستجيب لهن أحد، ووصل بهن الأمر أن وضعن جلابيبهن تحت أقدامهم حتى يستشعرون العار وترق قلوبهم ، فلم يتوقف أحد، ثم وصل بهن الأمر إلى مرحلة اليأس، فقطعن من شعر رؤوسهن ، فداس عليه الأغلب منا!
خرجت أغلب أخواتي إلى الشوارع ...
سمعهن الجيران، منهم من أتى مستعجل، وفي (قلبه مرض) ومنهم من تأخر وكل واحد له عذره.
قالوا: أنتم من علمنا الأخلاق ومن علمنا الحوار، وعندكم كل شيء جميل، وقلوبكم أرق وأخف من الريشة الطائرة في الهواء، وقلوبكم أنقى من السحابة البيضاء في كبد السماء، كان هذا كله ـ مدح ـ وهم يطيلون النظر....
لكن إخواننا كبروا كثيرا مع السنين العجاف، وكبرت بطونهم حينما تخمّرت فيها بقايا طعام اليتامى والأرامل والمساكين، فصارت كالبالونات الفارغة تطير في الهواء الطلق ....
يلعب بها الأطفال القصّر، ويتمتعون بها ، ويتخلصون من بعضها ، كي تزيد المتعة ...