آخر تحديث :الأربعاء-03 يوليه 2024-01:32م

آراء

اليمن.. خلف الكواليس

الإثنين - 01 يوليه 2024 - الساعة 09:35 ص

بقلم: د.باسم المذحجي
- ارشيف الكاتب

كانّ عبد الملك الحوثي مُراهِق بسن 20سنة 2004عندما قررت أسرة بدر الدين الحوثي التمرد على الدولة اليمنية، وذلك بعد سنة وحيدة من انطلاق عملية السنجاب السري (The Secret Squirrels) يوم قصفت القاذفات الأميركية العراق بـ140ألف طن من القنابل خلال 19 يومًا، والتي تعادل 7 قنابل نووية،وكانت النتيجة خلف الكواليس هي تقديم العراق على طبقٍ من ذهبٍ الى إيران.

حبذا لو راجع عبدالملك الحوثي كتاب “الحرب والإمبراطورية: طريقة الحياة الأمريكية”، تأليف بول إل أتوود.
War and Empire :The American Way of Life
والذي يُظهر الكتاب إن الولايات المتحدة لم تنجَرَّ أبدًا، في تاريخها القصير، إلى خَوْضِ حُرُوب لا تريدها أو إلى الدّفاع عن أراضيها، بل اختار القادة الأمريكيون دائمًا معاركهم من أجل زيادة نفوذهم وقوتهم، دون أي مُراعاة لحياة الجنود الأمريكيين والمدنيين “الأعداء” الذين قتلوا أو عانوا الويلات جراء هذه الحُرُوب.

لا يَعلمْ عبدالملك الحوثي وجماعتهُ بأن هناك فاتورة باهظة (الثمن)لم تُسَدد حتى الآن ،وهي تبعات الهجوم على السفُنِ والبحارة في البحر الأحمر، وخليج عدن وبحر العرب.

في الحقيقة نحن الشعب اليمني ندفع فاتورة نقدًا بسبب حروب الحوثي، وينذر الوضع ومآلات المستقبل بأننا سندفع كُلفة بشرية باهظةً جدًا طالما وقد أصبح عبد الملك الحوثي وجماعته أولوية في نَظر كِبار ساسة الحزب الجمهوري ،وممثلهُ الفائز المرتقب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية 2024.

الولايات المتحدة الأميركية تمارس مع عبدالملك الحوثي" سياسة الخطوة خطوة" STEP BY STEP كما كانت تفعلها في عهد الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، ودائما الاستراتيجية الأميركية في بلد يشهد صراعات لابد أن يَتم الخلاص من الطرف الأكثر تسليحًا على المدى البعيد ،والأكثر خطرًا على القواعد الأميركية المتاخمة.

بالفعل ستجمد الولايات المتحدة الصراع في أوكرانيا، وستؤجل الخصومة في تايوان ،وستغُضُ الطرف عن إيران لسبب وحيد يتمثل في جعل اليمن من صعدة الى المهرة قاعدة عسكرية، ونشر قوات بريطانية أمريكية بالقوة القاهرة.

باختصار شديد خلف الكواليس بأن اليمن ستصبح جُزء لا يتجزأ من الإطار الإستراتيجي للقواعد الأمريكية المنتشرة في دول الخليج والشرق الأوسط الكبير.