آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


وداعا رفقي قاسم

الإثنين - 01 يوليه 2024 - الساعة 05:46 ص

سعيد عولقي
بقلم: سعيد عولقي
- ارشيف الكاتب


(الراحل) الكاتب والمهندس الاستاذ رفقي قاسم العزيز.. انسل فجأة ليلقى ربه في ميعاده المختار الذي تمنينا لو انه تأخر، وامتد به الاجل لمشاطرة الاحباء الذين شاطرهم ضراء الحياة ورمضاء الصحراء، وعذابات زمن غادر لايوحي لمن عاناه برغبة التمسك بالبقاء.. حين قرأت خبر نعيك فجر اليوم فاجأني الحق وهو يستعيد حقه.. عرايا خرجنا من بطون امهاتنا، وعرايا نرجع.. الله يعطي والله يأخذ.. ليتمجد اسم الله ولذكراك الخلود..
كاننا التقينا في طرفة عين من اوقات الدهر العدو الذي نعيشه وعشته معانا.. وفي ميعاد اللقاء سوف نلتقي في حضرة رب كريم له ملك السماوات والارض.. يصرفها سبحانه كيفما تتقرر مشيئته .. ويصرفنا فيها كيفما اتفقت ارادته العظمى !!
في خيالى وخواطري تدور كلماتك حين اقتصرت اللقيا بيننا على سطور ما يكتبه يراعك الجميل في الايام والفيسبوك، فهي مابقي لنا من حروف ومداد نجود بما نقدر منها كما جاد الاولون علينا بمعارفهم التي شكلت وعينا.. وحددت تعاملاتنا.. فانظر حولي الى عالم موحش خلى منك ومن كلماتك الاثيرة القيمة. !!
يارفقي العزيز..
ماعاد عالمنا الذي توحش من حولنا في كل مكان يغري بالبقاء.. فقد عذريته.. واضاع منا دهشته الجاذبة المشجعة.. وتركت كوكبنا المسكين نهباً للصراعات والحروب، وتقلبات المناخ الطاردة التي تتحين الفرصة للخلاص من زمن اضاع بوصلته.. وفقد رشده.. وافلت زمامه. !!
بتنا لا نرى في دنيانا غير ضياع احاط بسكان هذه الارض.. وصار العنوان فيها غياب الرحمة ورفض احتضان الاوطان لاهلها.. تضيق بهم الارض فيبحرون في سفر البحث عن سبب للبقاء فيغرقون في بحار اليم.. او يموتون عطشاً في صحارى التيه التي باتت تدمن الاخذ.. وتمنع العطاء.
نفشل في سفر البحث عن الجدوى، فلا نراه غير عاجز عن التوصل الى الجواب.. اي جواب.. ونفقد الرغبة في التمسك بالبقاء حين لا يعود البقاء مضيافاً..نتطلع الى السماء في دعاء الى الله لا ينقطع.. فيشيح عنا سبحانه وتعالى وعيناه تغرورق بالدموع.
اهنأ يازميل الحرف الجميل بجنة رضوانه فوالله ماعاد لهذه الدنيا بارقة امل للانفراج وتوسل الانقاذ.. احسن الله خاتمتنا في سفرنا الطويل لنلحق بك اذا شاء لنا الله القدير.. وفي ختام هذا السفر الطويل نتمنى لروحك الطاهرة خير المقام.. وفي االقلب والوجدان نتمنى لذكراك الخلود كل الخلود