آخر تحديث :الثلاثاء-02 يوليه 2024-12:12م

الحمار

الأحد - 30 يونيو 2024 - الساعة 10:49 ص

د.باسم المذحجي
بقلم: د.باسم المذحجي
- ارشيف الكاتب


من روائع قصص كليلة ودمنة بأن أسد انعزل عن بقية الأسود ، لكنه اتخذ من أبن آوى مساعد له، وبمرور الأيام مرض ،و هزل الأسد، وضعف ،ولم يستطع الصيد، ثم طلب الأسد من أبن آوى أن يجلب له حمارًا ليأكل قلبه وأذنيه لعله يشفى من مرضه.
لحسن حظ الأسد، فأقرب حمار كان يقيم عند طحان في الجوار، وبالفعل انطلق ابن آوى لجلب الحمار الى الأسد، لكن بعد أن يتمذكى عليه ويقنعه بأن يترك الطحان، ويأتي معه ليعرفه بأحد الحمير ،والذي بدوره سيأخذه الى قطيع من الحمير لكي يعيش معاهم في مرعى خصب بسلام وراحة وأمان.
صدق الحمار وذهب الى وكر الأسد مع أبن آوى لكن لحسن حظه لم ينجح الأسد في الوثوب عليه، وقتلهُ، ولذلك فر الحمار فازعًا هاربًا هلعًا.
فقرر أبن آوى جلبه مجددًا ،وبالفعل نجح باقناع الحمار بالحضور مجددا بحجة أن سينال استقبال وحفاوة ،وقبل بذلك الحمار لأنه لم يرى حمارًا من قبل ،وبالتالي لايفرق بين الأسد والحمار.
في هذه المرة نجح الأسد في قتل الحمار ،ولأنه متعب، ومريض ذهب الى وكره ليأخذ قسط من الراحة ليستغلها أبن آوى في أكل أذان وقلب الحمار.
لتنتهي الحكاية بسؤال الأسد لأبن آوى ..
أين قلب وأذان الحمار ليجيب أبن آوى : ألم تعلم أنه لو كان له قلب يعقل به وأذنان يسمع بهم لمارجع اليك بعدما أفلت ونجا من التهلكة.
ملاحظة للقارئ؛ الحمار العربي في قصة كليلة ودمنة شأنه شأن بقية الحمير التي تشتريها الصين لإنتاج ما يعرف في الصين بـ"الدواء الخارق"أو "إيجياو " لكنه في أمريكا تحول الحمار عام 1870 إلى رمز سياسي للحزب الديمقراطي الأميركي بعد أن استوحى رسام الكاريكاتير الأميركي -الألماني الأصل- توماس ناست تلك الواقعة بعد عدة سنوات ونشر في مجلة "هاربرز ويكلي" رسما بعنوان "حمار يرفس أسدًا ميتًا" رمز فيه بالحمار إلى فصيل من الديمقراطيين في الولايات الشمالية معارض للحرب الأهلية واعتبره معاديًا للوحدة آنذاك.