آخر تحديث :الثلاثاء-02 يوليه 2024-12:12م

الموت يغيب الاعلامي العدني نديم بغدادي

الأحد - 30 يونيو 2024 - الساعة 06:00 ص

سمير القباطي
بقلم: سمير القباطي
- ارشيف الكاتب


رحيل الاعلامي والصحفي المخضرم نديم احمد علي بغدادي المعروف باسم نديم بغدادي الحاضر دوما بيننا وبتواضعه الجم الأكمل وبعينيه المشبعتان بالتعب التي رسمته السنين العجاف على محياه وهو يحارب على اصدار مجلة" المواهب" فنية، رياضية، اجتماعية،
تلك الصورة التي عاشها بيننا والتي ستبقى ساكنة في وجداننا وذاكرتنا تأبى ان تفارقنا ونحن نودعه لأنه قامة اعلامية عدنية من الجيل الاول الذين كانت لهم صولات وجولات حتى في النضال ضد الاستعمار البريطاني
ويعتبر البغدادي من أهم الشخصيات الإعلامية العدنية البارزة في عدن ومن الشخصيات العدنية الاصيلة والذي تراه دائما يلبس الفوطة والكوفية والشميز مفتوح الازرار .
استحق البغدادي التقدير والاحترام وكان خلال فترة عطائه مثالا ونموذجا مشرفا للإعلامي الوطني العدني بما قدمه من صورة حضارية مشرقة من خلال مجلته "المواهب" التي كان يصدرها بجهود ذاتية معتمدا على الداعمين وعاش وهو يحلم ان تعود عدن كما عاشها في الزمن الذهبي والتي يقول رحمه الله كانت منارة في العلم والفن والثقافة والقانون.
مثل رحيله خسارة كبيرة للأسرة الإعلامية العدنية والتي فقدت واحدا من جيل المخضرمين والمبدعين في عالم الصحافة والإعلام والذي ترك بصمة قيمة خلال مشوارة الإعلامي .
لقد حمل في عقله خزينة أسرار مليئة بالأحداث عبر مراحل حياته المختلفة وعاصر نخبة الزهو الاعلامي العدني وظل حتى أواخر أيامه يذوب كالشمعة أمام ما يشاهده من احداث على المدينة التي احبها والتي كانت جزء منه .
والذي كان يجوب حوافيها سيرا على الأقدام كان يقويٌ على مرضه برؤية أصدقاؤه وأحباؤه لم يستسلم أبداً وكان يتحدى ذلك بالمزيد من الاصرار على امل ان يتغير الحال الذي غير ملامحة وخطفه الموت قبل ان ترى عدن النور الكامن الذي تحتويه .
هذه الصورة جمعتني به في اخر زيارة لي الى عدن وقد حدثني عن وضعه المادي المزري وان الاهتمام بالكوادر العدنية وتفقد أحوالهم اصبح من الماضي .
البغدادي الذي يتكلم باللهجة العدنية "القح" وحتى المصطلحات العدنية القديمة والعذبة تجدها من خلال حديثه معك ،
هوى العملاق العدني متكئا على إنجازاته التي لن تغيب عن البال ولن يقربها النسيان لأنه رمز إعلامي عدني شامخ لا يقدّر ولا يختصر بأي كلام .
ذهب عن مسرح الحياة عقب مشوار طويل من العطاء وسنوات أمضاها في الكفاح ليسطر اسمه بأحرف من نور في مهنة المتاعب والمصاعب،
رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته وتعازينا الحارة للاستاذة ذكرى بغدادي واولاد اخية ابوبكر بغدادي وجميع محبيه