آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-06:02ص


ماذا بعد الحج ؟

السبت - 29 يونيو 2024 - الساعة 01:26 ص

عبدالسلام فارع
بقلم: عبدالسلام فارع
- ارشيف الكاتب




أحبتي الأماجد أيها القراء الأكارم أين ما كنتم ماذا بعد الحج هكذا كان عنوان خطبة الجمعة بجامع العقيلي بعروس البحر الأحمر. (مدينة جدة )
لدمث الأخلاق فضيلة الشيخ
نضال عبد الله الزهراني والتي
جاءت على النحو الآتي...


الخطبة الأولى..

الحمدالله يجزل العطاء لعبادة المتقين، المتفضل عليهم بالنعماءِ في كُلِ حين..
أحمده حمد الشاكرين..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له..
وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله إمام المتقين صل الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..
أما بعد.. أيها المسلمون..
اتقوا حق التقوى. فإن تقواه أربحُ بضاعة. وأحذرو معصيته فقد خاب عبدًُ فرط في أمر الله عزوجل واضاعه..
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾
وبعد..
يدور الزمان دورته وتسير الأيام. وتنسلخ الشهور وتمر الأعوام ولا يدري الأنسان ما الله قاضٍ فيه. يومٌ يمضي ولا يعود. ويومٌ يقبل..
فينبغى أن يُغتنم..
وما من يوم يمر على أبن آدم إلا وهو ينادي يابن آدم أنا يومٌ جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإذا غريت شمسي فلا أعود إلى يوم القيامة..؟
أيها المسلمون..
هاهو الحج إلى بيت الله قد قوضت خيامه. وانتهت ساعاته وأيامه. وها هي. العشر المباركات والأيام المعدودات قد طويت فيها الصفحات..؟
فطوبى لعبدٍ كان عمله فيها صالحاً مقبولاً وحجهُ مبروراً..
والعزاء لمن بات فيها مطروداً وكان عملهُ عليه مردوداً..
انقضت فريضة الحج لهذا العام..
تلكم الفريضه التي تضمنت من المقاصد أسماها ومن الدروس أعلاها والمنافعِ أزكاها..
أحبتي في الله..
ومن المقاصد والدروس العظيمة..
الكفيله بسعادة العبد في الدارين..؟
حصول التقوى.. والأكثار من الذكر.. والإكثار من الأستغفار..
قال الله تعالى عن التقوى وهي غاية الأمر وجماعُ كل خير..؟
فقال الله..
{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}.
وفي ختام الحج الإكثار من الذكر وهو المقصد من مقصود العبادات..
فقال الله تعالي..
{فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ۗ}.
وبعد في ختام الحج الإكثار من الأستغفار لإجل الخلل والتقصير في أداء الحج.
فقال الله تعالى..
{ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم}.
هكذا ينبغي للعبد كلما فرغ من أي عبادة أي عبادة كانت لله أن يستغفر الله عن التقصير ويشكرهُ على التوفيق وهو القبول من العزيز الغفار..؟
فاللهم أجعلنا ندرك أيامنا القادمه تحت رحمتك ومغفرتك ورضوانك يا أرحم الراحمين..
أقول قولي هذا...

الخطبه الثانيه..

الحمدلله رب العالمين..
واشهد أن لا إله إلا الله، ولا رب لنا سواه، ولا نعبد إلا إياه...
واشهد أن محمداً عبده ورسوله ومصطفاه صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن أهتدى بهداه..

ثم اما بعد...
(فاتقوا الله حق تقواه)
أيها المسلمون..
ومن الدروس العظيمة المستفادة في ختام الحج الإكثار من الدعاء..
وهو مطلب كل ما يحسن وقعهُ عند العبد من رزقٍ.. وزوجةٍ.. وولد.. وراحةٍ.. ونحوِ ذلك من المطالب المحبوبة التي تشملُ السلامة من عذاب الجحيم والفوز بالنعيم المقيم وحصول الرضى والقرب من الرب الرحيم..
قال انس بن مالك رضي الله عنه كان أكثرُ دعاُء النبي صل الله عليه وسلم..
(اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)..
رواة البخاري ومسلم..

فصار هذا الدعاء أجمعُ دُعاءٍ وأولاه وأكملهُ أوصى بهِ عليه الصلاة والسلام...

أيها المسلمون..

انقضى ركنين عظيمين..
(رمضان _، الحج)
وعيدين جميلين..
(الفطر_، والأضحى)
فالحمدلله على تمامها وغفر الله لمن فُقد وجبرَّ الله قلب من فَقد وأمد في عمر من بقى وشفى الله كُل من مرض يارب..
فالحمدلله حباً..والحمدلله شكراً..والحمدلله يوماً شهراً وعمرا..
والحمدلله في السراء والضراء والحمدلله دائماً وابدآ...
فأكثروا من الحمد فقد سمع الله لمن دعاء..

هذا وصلوا وسلّموا..