آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-02:33م

فوز لا غبار عليه

الخميس - 27 يونيو 2024 - الساعة 09:29 م
محمد علي العولقي

بقلم: محمد علي العولقي
- ارشيف الكاتب


هذه النتيجة عندما يتحدث منتخبنا الشاب لغة فنية مفهومة شعارها الانضباط التكتيكي..فوز على عمان بنتيجة لا غبار عليها..
منتخبنا أمام عمان فاز فوزا صريحا لا يجادل فيه اثنان..فوز مهم جدا لم يعكس فقط طبيعة الرقم.. لكنه فوز جدير أكد به المدرب القدير الكابتن محمد حسن البعداني أنه يمتلك حصانة فنية تصلح لكل حالات الطوارئ..
و إذا كان لاعبونا قد تفوقوا على مستوى المهارة الفردية على لاعبي عمان..فإن الانسجام الجماعي بدأ يتطور نحو الأحسن بفضل الهدوء و التركيز و الانضباط..
أتوقف هنا عند ضرورة اللعب بمهاجم صريح يجيد كل واجبات مهاجم الصندوق..
عبد العزيز مصنوم مهاجم ذكي في تحركاته..و في خلق المساحة.. و في طلب الكرة.. و في الهروب من الرقابة..
هدفه الأول فيه ذكاء مهاجم صندوق كأنه من مواليد منطقة الجزاء..تحرك مثالي في العمق..ثم براعة في الإنهاء المدهش من لمسة واحدة..
و إذا كان هذا الهدف فنيا هدفا سينمائيا جميلا.. فإن الأجمل كانت دقة تمريرة العقيلي الذكية التي راعت تحرك مصنوم في رمشة عين..
الهدف الثاني من ركلة جزاء لعصام ردمان.. مكافأة لتحركات الكثيري في العمق لتجسيد الزيادة العددية..و هذا الهدف دليل على أن المرونة في التحركات صنعت الفارق..
ثم تعالوا نناقش الهدف الثالث لمصنوم نفسه..
هدف يختزل الفوارق المهارية و الجماعية بين لاعبينا و لاعبي عمان..
لاحظوا طيران مصنوم..ذكاء التحرك..ذكاء التخيل..و براعة الإنهاء..هدف رائع ذكرني بأهداف الكويتي المرعب جاسم يعقوب..
هذا الهدف من إعداد و إخراج المدرب الذي جاء بالتدبير في الشوط الثاني فأحدث التغيير..
نقلات متقنة تنتهي بكرة تعاونية بين عبد الرحمن الخضر و الرائع محمد وهيب..ثم عرضية قوية نموذجية وجدت رأس مصنوم جاهزا للانقضاض عليها..
الفوز بالثلاثة تأكيد عملي على أن الكابتن محمد حسن البعداني يمتلك ثراء بشريا كبيرا..يستطيع به أن يفرض التدوير دون أن تختل مقادير شاكلة اللعب..
دخل منتخبنا بتشكيلة مغايرة عن لقاء السعودية و لم يتأثر المنتخب لا من حيث الاستحواذ و الجودة الفنية..و لا من حيث القدرة على رفع منسوب الفاعلية الهجومية..
عندما تبنى البعداني أسلوب الضغط المتقدم على منتخب عمان لمنعه من الخروج الآمن بالكرة.. لم يكن يخشى على فريقه من نفاد اللياقة البدنية.. لأنه يعلم تماما أن دكة الاحتياط غنية بالحلول فرديا و جماعيا..
مقارنة بمباراتنا أمام السعودية كان الانسجام بين الخطوط أكثر وضوحا..فقط يجب تلافي بعض الأخطاء الفردية الناتجة عن الثقة المفرطة..هدف عمان جاء من هذه الأخطاء السطحية غير المنتظرة..
هذا المنتخب يتوفر على لاعبين قيمتهم الفنية عالية جدا..و هذا شرط مهم يحفز اللاعبين ذهنيا للتعامل مع المتغيرات..
مرة أخرى..دعوا المنتخب يلعب و يمتع و يتألق و يعد نفسه لآسيا..فهو أمل شعب يفتش عن السعادة و الحب في زمن الكوليرا السياسية..