آخر تحديث :السبت-21 سبتمبر 2024-05:58ص

بقلم: حسين احمد الكلدي
- ارشيف الكاتب

حسين احمد الكلدي

انهيار وافلاس الشركات

الأربعاء - 26 يونيو 2024 - الساعة 05:31 م



كانت لي الجولة الاولى بعد العودة من التباعد القسري الذي فرضه كوفيد 19 للعام 2020م عندما شلت الحياة العامة والحركة الاقتصادية وتوقفت حركة العالم اجمع وبقيوا في بيوتهم لفترة من الزمن وبعد العودة ببطء للحياة العملية كانت لي رحلات مكوكية بين المناطق في بلد الصين العظيم والتي عشت بها قرابة ربع قرن من الزمان وتعرفت على الكثير من المصانع العملاقة واصحاب شركات ذات نفوذ قوية في السوق ولها علاماتها التجارية البارزة القوية التي تفرض هيمنتها في سوق التصدير الى كل انحاء العالم ولها مواقعها ومكانتها الكبيرة الحجم لانها تملك من السمعة ومن المعرفة والتجربة تفوق 50عاما و تملك من العمالة الماهرة المخضرمين الذين يديرون العمل بجدارة وعندما تزورها لاول مرة تعطيك الانطباع الاول عن قوة وعظمة راسمالها وحسن ادارتها ونظامها الصارم في حسن التعامل مع العملاء وقوة النظام الصارم للجودة وذلك بمايملكون من اجهزة تكنلوجية متقدمة ونظام خطوط انتاج وامداد توريد متطورة جدا . وعندما عدت هذه المرة ذهبت لزيارتهم لكني تفاجئت بشكل مقارها الذي يظهرعليها العجز والتعب في العمل وقلة العمالة التي تكاد ان لاتراها عندما ياخذك مدير التسويق في جولة داخل المصانع الكبيرة الواسعة التي كانت العمالة فيها تتحرك كخلية النحل وظهر لي جليا شح الانتاج الذي  لاينم الا عن ظهور الافلاس ولم تعد لديهم القدرة على الاستمرار الا لسنة واحدة او لعدة شهور فقط وترا ذلك  بعينك ومايثقل كاهل الصرح العظيم الذي صار كهلا لايقوى ان يتحمل ابسط المقومات للاستمرار في الحياة  فقد اختفى اصحاب السيارات الفارهة ذات العلامات العالمية البارزة التي كانت تجثم امام مقر ذلك المصنع العملاق فقد اختفوا وتواروا عن الانظار وتركوه لايجروء عن الكلام فقد ملاء الغبار تلك المكائن الاوتوماتيكية الضخمة وغرف البحث والتطوير وادراج المكاتب والكمبيوترات واحواض الزينة ذو المناظر الخلابة التي كانت تبهرك عند المدخل انها لحظة فارقة في حياة الشركات والمصانع التي في طريقها للاحتضار وهي في اللحظة الاخيرة ومن الاسباب التي استنتجتها لافلاس الشركات هو الاتي : 
1- انكماش المبيعات اثناء فترة كورونا وعدم قدرة الموظفين على التواصل مع العملاء نتيجة المركزية الزائدة في الادارة وضعف قراءة الوضع والتخطيط له.
2- ارتفاع نسبة التكاليف الثابتة من مجموع التكاليف العامة . 
3-تراجع الانتاج في ضل الظروف الصعبه التي تعصف بالشركة ونزوح العمالة الماهرة التي كانت تملكها الشركة . 
4- عدم اضافة عملاء جدد خلال فترة الستة اشهر الاولى وعدم التواصل مع العملاء المحتملين والعملاء بشكل جدي لجذبهم والحفاظ عليهم . 
5-  عدم الإستعداد للتكيف وسرعة استجابة ادارة الشركة للتنافس في السوق واغتباس الافكار الجديدة وتقديمها للعملاء بجودة عالية وبسعر اقل يتناسب ومتطلبات السوق 
6- الاستدانة بشكل مفرط من البنوك و الموردين والاعتماد على مورد واحد والتعثر عن السداد.  
7- تراجع حجم الارباح واعادة استثمارها نتيجة تراجع حجم الانتاج وحجم المبيعات وبهذا تتراجع حجم الحصة السوقية بالمقارنة بالمنافسين لها في السوق . 
8 - عدم البحث عن عملاء جدد وعدم الحفاظ على العملاء القدماء والأوفياء . 
9 - غياب خدمة مابعد البيع وعدم التعامل بمسؤولية ومصداقية مع العملاء، حتى يستثمروا ذلك لصالحهم وقت الركود . 
10- سوء الادارة وكثرة الصراعات بين الشركاء و بين فريق العمل في الادارة وفريق الانتاج والافتقار لوجود القيادة الفعالة في اتخاذ القرارات الهامة بالتشاور  . 
11- تراكم المخزون وغياب الحلول الجذرية في تصفيته لتحقيق الحصول على سيولة مالية متحركة .  
12- وجود بطانة من المنافقين واصحاب المنافع التي تزيف الحقائق وتخفي الوضع الحقيقي المتردي عن اعين  المدراء والشركاء وهذا يعجل بزوال الشركة لان معرفة الحقائق يجعل  اتخاذ القرارات الصحيحة والضرورية من قبل الشركاء والمدراء لمعالجة المشاكل في الوقت المناسب في غاية الاهمية لاستمرار ضمان البقاء   . 
13- غياب العناصر الشابة المؤهلة والمدربة في قيادة الشركة حتى تضخ دماء جديدة في عروقها . 
14- مركزية القرارات وعدم الاستعداد لقبول الافكار الجديدة والتعامل مع المتغيرات التي تحدث بشكل  ايجابي وعدم خلق بيئة عمل جديدة لجيل الالفية حتى يقبل المؤهلين للعمل ويخدم ذلك استمرار الشركة . 
15-   استقالة الكفاءات القديمة المدربة التي لها دور فعال في التطوير والادارة . 
 16- توظيف من لايملكون الخبرة الكافية وعدم تدريبهم وتاهيلهم بالشكل الكافي الذي يخدم خطط وبرامج الشركة الاستراتيجية المستقبلية . 
17-  عدم مواكبة مايتطلبه السوق في تحديث بضائع جديدة وتصفية المخزون الراكد . 
18 - عدم وجود استراتيجية مرنة تواكب التطورات الاقتصادية المتسارعة في السوق والتكيف معها 
18- سيطرت قوة السوق المتشبعة للمنتج الجديد المنافس وتغيير المنظور الفكري للسوق والعملاء معا وعادات الشراء لديهم وسياسة التسعير الملائمة .
19- اهمال الابتكار والتطوير والاستثمار في البحث ولهذا تخسر السوق بسبب الاكتفاء بوقوفها بمنطقة الراحة والخوف من التغيير. 
20-  التعقيد في هياكل الشركة التنظيمية بسبب حدوث التغييرات المفاجئة والمتكررة  وبهذا يكون اكثر صعوبة في اتخاذ القرارات بسبب المركزية . 
21- ضعف التسويق واهماله بحجة ارتفاع المصروفات  الغير ضرورية .. 
22-  نقص التدفق النقدي لأن بعض الشركات لديها حجم مبيعات مرتفع وهامش ربح معقول ولكن يكمن الخلل في اجمالي فواتير المبيعات الاجلة التي لايتم تحصيلها حسب الوقت المتفق عليه مع العملاء المدينين وفي هذه الحالة وقوع العديد من المشكلات حين لايكون الدفع نقدا  فالشركة عليها العديد من الالتزامات للموردين وتتعرض لنقص التدفق النقدي فقد يؤثر في الحصول على استمرارية خطوط الامداد للحصول على توفر البضائع ذات الاهمية المطلوبة في السوق مما يؤدي الى حدوث مشكلات كبيرة للشركة . 
23- وايضا الظروف السيئة في السوق تؤثر على طبيعة العمل وفي الاساس هي من الأسباب الشائعة للإفلاس، حيث قد يحدث ركود في الاقتصاد وتقل نسبة الإيرادات وبالتالي تؤثر على طبيعة سير الأعمال الموجودة مما يؤدي الى تدهور اوضاع الشركة والى عدم استطاعتها في تحمل مصاريفها وتصل الى العجز والافلاس  . 
 وفي الحلقة القادمة نتكلم عن اسباب افلاس الشركات الصغيرة والمؤسسات .