آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-07:57ص


الغيثي يحرك المياه الراكدة

الخميس - 20 يونيو 2024 - الساعة 01:50 م

عبدالله جاحب
بقلم: عبدالله جاحب
- ارشيف الكاتب


 / عبدالله جاحب .

أثارت تصريحات الشاب الثلاثيني محمد عبدالله ناصر الغيثي رئيس هيئة التشاور والمصالحة حول القضية الجنوبية ومصيرها بعد أكثر من عشر سنوات من تحرير المحافظات الجنوبية ، كثير من الجدل بين مؤيدي ومعارض لتصريحات " الغيثي " ، الذي يتولى رئاسة هيئة التشاور والمصالحة .

رأى البعض في حديث وتصريحات الغيثي أنه " صدمة " مدوية أصابت الشعب الجنوبي وقضية ومساعي استقلاله وعودة دولتة في مقتل وتعرضها إلى الطعن من الخلف من قبل الغيثي .

تصريحات الغيثي أحدثت زلزال عند البعض من المتشددين المطالبين بالانفصال وعودة دولة الجنوب ماقبل العام 90 م ، وذهب البعض إلى حد تخوين الشاب اليافع الثلاثيني واتهامه ببيع القضية الجنوبية ومصيرها في بمزاد كرسي واغراءات مجلس التشاور والمصالحة الذي يقوده الشاب الغيثي .

صدمة " شعب " يراها ويصفها البعض وأنها تعبر عن التلاعب بمصير شعب ودولة وهوية أرض وإنسان ، والتلاعب بها بين أحضان شراكة المجلس الانتقالي الجنوبي مع الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دوليا وإقليميا .

وفي الضفة الأخرى والشطر الآخر يرى البعض حديث وتصريحات الغيثي رئيس مجلس هيئة التشاور والمصالحة بأنها تعبر عن :" حقيقة الواقع الملموس وتعبر تلك " التصريحات " عن سياسة قائمة ومدرجة للواقع السياسي الإقليمي والدولي ، وأن الشاب تحدث بما يدور داخل أروقة ودهاليز المجتمع الدولي والإقليمي .

فحسب قول البعض :" رأى أن الغيثي لسان حال السياسه الخارجيه ولن يقفز فوق حقيقة الواقع وما يدور حول القضية الجنوبية ومكانتها ووزنها وحضورها و تواجدها إقليميا ودوليا .

والغيثي ثلاثيني من محافظة شبوة شغل منصب رئيس الإدارة العامة للعلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي .
وكان عضوا بفريق المجلس بمفاوضات " اتفاق الرياض " عام 2019 م ، ومثل المجلس بمشاورات قادها مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبرغ بالأردن في مارس 2022 م .


*هل رمى الغيثي حجراً في بركة المياه السياسية الراكدة* :

في تصريح مثير للجدل ، كان بمثابة الصدمة أو حجراً رماه رئيس هيئة المصالحة والتشاور محمد الغيثي في بحيرة المياه السياسية الراكدة أو بوصف آخر لغة صادمة لإيقاظ الحالمين بحسب وصف البعض ، وقد يكون أي " الغيثي " بتلك التصريحات اشعل النيران من تحت رماد عشر سنوات عجاف مرت على الجنوبية وعودة الدولة الجنوبية إلى حدود وأسوار ماقبل العام 1990 م .

و أثار القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي محمد الغيثي، جدلا واسعا بتصريحاته التي أشار فيها إلى أنه ليس من مهام هيئة التشاور والمصالحة التي يرأسها، والتي شكلها المجلس الرئاسي، بحث حلول عن قضية الجنوب، وأن مهمتها استعادة الدولة اليمنية سلما أو حربا عبر مفاوضات سلمية أو معارك مع جماعة الحوثي، وأنه سيتم بعد استعادة الدولة، الشروع في عملية تفاوضية حوارية انتقالية طويلة جدا ستستمر لسنوات حتى الوصول إلى حل لقضية الجنوب .

من جانبه قال المحلل السياسي والعسكري العميد خالد النسي، في تعليقه على تصريحات الغيثي، :" إن الصورة  أصبحت أكثر وضوحاً للذي مازال يغالط نفسه ويحاول تسويق الكذب والوهم للناس،  مشيرا إلى أن العمل اليوم هو من أجل تثبيت الشرعية اليمنية في الجنوب ومنه تنطلق لاستعادة الجمهورية اليمنية سلماً أو حرباً مع اعتبار القضية الجنوبية قضية ضمن الكثير من القضايا سيحتاج حلها لسنوات طويلة، هذه الحقيقة واضحة من بداية الشراكة .

وأضاف العميد خالد النسي، عبر حسابه على منصة إكس،:" أن القيادات الجنوبية يقولون أن هذا المسار سيحتاج إلى سنوات طويلة، وبالنسبة لهم الأمر طبيعي، لكن بالنسبة للمواطن الجنوبي الذي لا يستطيع تأمين متطلبات أولاده لأسبوع واحد هذا أمر مستحيل ولا يمكن قبوله، أمنوا حقوق وخدمات المواطن الجنوبي أولاً ثم خوضوا سياسة لعشرات السنين، لكن أنتم في القصور والمواطن يموت جوعاً هو وأطفاله وتطلبون منه الصبر لسنوات هذا عدم إحساس بالمسؤولية والأمانة وازدواجية مريضة تحتاج إلى علاج.

أشار المحلل السياسي أنور الرشيد : " إلى أن الغيثي لم يصعق أنصار الانتقالي وإنما كشف الحقيقة، مضيفا أنه صعق عندما تلقى تصريح رئيس هيئة التشاور والمصالحة محمد الغيثي، مشيرا إلى أنه بحث بعد هذا التصريح عن أي تصريح من أي مسؤول في الانتقالي ينفي به ما ذكره الغيثي الذي لا شك لدى بأنه لا يقدح من رأسه بكل تأكيد، لم أجد، وواضح بأن عدم نفي الانتقالي برئاسة الزبيدي يعني بأن هذا توجه  الانتقالي، وهذا التوجه بكل تأكيد يتقاطع تماما مع تكليفه من قبل مليونيتين بتفويض سعادة عيدروس الزبيدي -تحديدا- لكي يعيد لهم دولتهم

وأضاف أنور الرشيد:" أن الكارثة لم تقف عند هذا الحد بعدم نفي ذلك التوجه من الانتقالي لا بل أنا أعتبر ذلك التصريح تخلي حقيقي عن مشروع عودة دولة الجنوب من قبل الانتقالي وقياداته، وعليه فإن كان هناك توجه آخر غير النتيجة التي أصبحت واضحة وهي تخلي الانتقالي عن عودة دولة الجنوب فليخرج لنا سعادة اللواء عيدروس ليصحح تلك النتيجة الكارثية التي كشفها الغيثي وهي تخلي الانتقالي عن مشروع عودة دولة الجنوب، مشيرا إلى أنه لم يخرج سواء عيدروس أو أي متحدث رسمي من الانتقالي ينفي ذلك وبشكل قاطع، يكون الوقت قد أزف وآن أوان إفساح الطريق أمام من يستطيع أن يعيد دولة الجنوب لشعبها.


وفي ذات السياق قال الصحفي صلاح أحمد السقلدي: "من كلام محمد الغيثي نفهم ان عادها بعيييد، والأمور مطولة سنوات طويلة، الله يقلعك يا فتحي بن لزرق  يوم قلت انهم يبيعون الوهم، بينما قال الناشط نصر سعيد النصر السعيدي: "اسمع الطفل محمد الغيثي وتعرف اذا كان يرجع الجنوب أو لا الجنوب اعطي للأطفال يبيعونه بأرخص الثمن" .

ومن جانبه قال الناشط أبو تمام العولقي، بسخرية: "أتمنى أن يكون أحد أحفادي شريك في هذه العملية السياسية التي ستكون في إطار حوار ينبثق منه حل شامل للقضية الجنوبية، هكذا معنى كلام الغيثي اليس كذلك مستر محمد؟، إن لم يكن كذلك وضحوا للشعب معنى كلامكم فيما يخص قضية الجنوب.

وفي سياق متصل علق الناشط علي القيدعي بالقول: "نعلم نحن الجنوبيون من أين أوتي بمحمد الغيثي وأين موقعه في الحراك الجنوبي وما هو نضاله الثوري طبعاً الجواب (صفر)، محمد الغيثي تربى بالخارج ولم يخرج في مسيرة للحراك الجنوبي وغيره كثير تم إدخالهم للمجلس الانتقالي عبر طريق الاستخبارات لخدمة أجندات خارجية ليس لها صلة بالجنوب مطلقاً".

*لماذا لم يحرك المجلس الانتقالي الجنوبي ساكناً تجاه تصريحات الغيثي* :

تصريحات الغيثي المثير للجدل ، لم تلقى أي ردة فعل رسمي من المجلس الانتقالي الجنوبي ، ولم تجد أي نوايا للرد حتى اللحظة ، والأمر بالنسبة للمجلس الانتقالي الجنوبي كان شيء لم يعنية أو متعلق به .
بينما الكل والجميع ينتظرون مأسوف تاول إليه حالة الصمت التي يلتزمها المجلس الانتقالي تجاة تصريحات رئيس هيئة المصالحة والتشاور محمد الغيثي .

فهل تكون تصريحات الغيثي هي الصائبة ، ولم يخطى فيما قال ويجب أن يقال ، ولذلك غياب الشفافية بين المجلس الانتقالي وقواعده ، وعدم تهيئة الحواضن لمعركة شاقة متعرجة مليئه بالانتصارات والخيبات ، هو ماجعل الصمت عنوان لتلك التصريحات .

أو اذا كان للمجلس الانتقالي رؤية أخرى تتعارض مع ما قدمه الغيثي عليه أن يخرج ببيان توضيحي لأنصاره ، وإذا كانت الآليات التي عرضها الغيثي هي المتفق عليها ، ينبغي تأكيدها أيضا ببيان واضح .