آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-06:16ص


نازح سياحي ..!

الخميس - 20 يونيو 2024 - الساعة 07:51 ص

خالد شوبه
بقلم: خالد شوبه
- ارشيف الكاتب


كنا ولازلنا في الجنوب من الشعوب المحافظة على حق الجوار وحقوق الجيرة نظراً لتركيبة مجتمعنا الجنوبي المدني والقبلي الريفي المحافظ على عاداته وتقاليده المتوارثة والمتعاقبة جيلاً بعد جيل .

ساعد ذلك التنوع بين المدنية المحكومة بالقانون والشروع القبلية الأصيلة في الارتقاء بالجانب الانساني وحافظ نوعاً ما على حق المستجير بما يصون كرامته وإنسانيته وان اختلفت في ذلك المسميات من شارد موت او نازح او لاجئ او مستجير او غيره.

وكغيره من شعوب العالم، عانى أبناء الجنوب من ويلات الحروب والصراعات الدموية و الأزمات السياسية الكارثية المتعاقبة والفتن الممولة على أرضه ودفع في ذلك اثمان مضاعفة وخسائر لا حصر لها ، وتضررت إنسانيته الى حداَ بعيدا وذاق فيها مرارة النزوح واللجوء والتشرد وسُلبت منه ابسط حقوق الانسانية والعيش الكريم.

مع الاعتذار للقارئ الكريم عن هذة الاسهاب في المقدمة التي رأيت بمنظوري الشخصي ضرورة عرضها ..

بالامس الغريب شاهدت بأم عيني العشرات من السيارات الفارهة و المتنوعة وعلى متنها الكثير ممن حملوا مسمى النزوح وشاردي الحرب وغيرها من العائلات المحمية ”بشبابها ورجالها” تغادر العاصمة عدن صوب محافظات الشمال لغرض قضاء اجازة عيد الأضحى المبارك في قراهم ومدنهم الشمالية التي سُجلت في السابق مناطق منكوبة، ومن ثم العودة بعد انقضاء الاجازة الى عدن بكل تاكيد .

اهاااااا…!
الم يكن هؤلاء نازحي الحرب المدمرة على محافظاتهم بالشمال ..؟
اليس هؤلاء من تشدق فيهم المتشدقون ونسجوا في ذلك خيوط الحكايات والروايات عنهم وعن منعهم من دخول محافظات الجنوب تحت مسمى شاردي موت ونازحي حرب ولاجئي انسانية ووو ..؟

كيف تحول هؤلاء المنكوبين اليوم بقدرة قادر إلى نازحي سياحة ومشردين تحت الطلب ..؟

لسنا ضدهم ولا ضد الوقوف معهم ومساعدتهم في محنتهم اياً كانت، فقد عرفنا مأسي النزوح حين شردت عائلات جنوبية كثيرة من منازلها و خاصة سكان العاصمة عدن اثناء حربي القوى الشمالية لاحتلال الجنوب في عامي 94 و 2015 م وماجرى بينهم من قمعاً واضطهادا، عانى الجنوبيين في ذلك ماعانوه وتحملوا ما لايطاق.

وهنا نكتب من باب الحرص والتذكير بالحذر فما يجري في هذا الشأن لا يخلو من شبهات وكوارث ملحوظة ان لم تكن المصيبة الكارثية بعينها، فما يجري من تدفق مهول وغير مسبوق لتلك الكتل البشرية من محافظات الشمال والقرن الافريقي إلى أراضي الجنوب من نازحين او لاجئين او هاربين او فرارا او غيرها من تلك المسميات والأعذار دون حسيباً او رقيبا ، يثير الريبة والشك ويتوجب الحذر ..!

يجب على الخيرين في قيادة المجلس الانتقالي وكل المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية التعاون والتنسيق والتدقيق في حالات النزوح تلك و بما يضمن حق المجير على المستجير وضمان صون الكرامة وحفظ الحقوق والواجبات والالتزامات الانسانية للجميع بعيداً عن الهوشلية والعشوائية التي كانت سبباً في خروج عدد من تلك المجاميع الشاردة والواردة عن السيطرة الامنية واستغلهم المتربصون وبائعي الضمير الانساني ومروجي الفتن والارهابيون لتنفيذ اجندات الحقت اضراراً جسيمة بالنسيج الاجتماعي الجنوبي وكانت سبباً رئيسياً في أنتشار الجرائم البشعة التي لم نكن نعرفها واخلّت بالأمن والسكينة العامة للوطن والمواطن الجنوبي .

أهداء خاص لكل نازح ولاجئ ..
عيدكم مبارك
وتعودوا من السالمين ، المسالمين ..!