آخر تحديث :السبت-21 ديسمبر 2024-04:12م

تعز روح الشعب

الخميس - 13 يونيو 2024 - الساعة 10:00 م
د. لمياء الكندي

بقلم: د. لمياء الكندي
- ارشيف الكاتب



تبقى الحرية هي القيمة الأسمى التي تكافح لأجلها الشعوب في تعز لم تكن مطالب الحرية ترف فكري او امتياز سياسي لقد كانت الحرية في تعز تعني الحق في الحياة الحق في التنقل في السفر في طلب الرزق في زيارة الأقارب في تبادل المنافع في حق الوصول الآمن والإقامة الآمنة شي من هذا الحق في الحرية تم استرداده اليوم عبر فتح الطرقات وكسر الحصار وازلة متارس الفصل العنصري الذي عانت منه المدينة لسنوات طويلة.
هاهي اليوم تعز تستعيد ذاتها وشعبها تدوس خطوات أهلها الطيبين على ماتساقط وتم ازالته من جدار الفصل العنصري لتخبر العالم اجمع ان لا ليل يدوم ولا معاناة تستمر هذا هو سر الحياة.
يحق لتعز اليوم ان تبتهج وان تحتضن شوارعها وحاراتها بعضها البعض وعلينا أن ننصت لحديث الوجع وان نستمع لقصص المعاناة وأحاديث الشوق الذي تبرره لهفة اللقاء بعد قطيعة اذكتها الحرب بكل خبثها وغذتها باحقادها.

امام تعز اليوم استحقاق كبير لم ينتهي بفتح الطرقات أمامها جراحات عديدة لانقسام مجتمعي وسياسي سعت جماعة الموت الحوثية إلى تكريسه وفرضه على الناس بالقوة للدرجة التي أصبحت حياة الناس تدار من خلاله.

فتحت الطريق وفتحها لا يعني نهاية للوجع ولا للانقسام بقدر مايمثل خطوة شعبية مهمة لكسر الحصار.

يتبقى أمامها اليوم تحدي ما بعد كسر الحصار تحدي تسيير حياة الناس الأقتصادية ومنافعهم المتبادلة لمدينة سيضطر فيها المواطن إلى أن يحتفظ في جيبة بعملتين كي يحاسب إيجار الباص القادم من مناطق سيطرة الحوثيين أثناء انتقاله إلى وسط المدينة وعلى ذات المواطن ان يدفع إيجار الباص بعملة الحكومة الشرعية اذا ما قرر العودة إلى مناطق سيطرة الحوثيين وهذا مثل بسيط على جريمة الفصل والسيطرة الحوثية على أجزاء من هذه المدينة التي لا يختلف الوضع فيها عن غيرها من المدن.
على المواطن في تعز ان يعد نفسه للتعامل مع سلطتين وان يلتزم بقانون الحرب حيث لا مجال للحرية ولا مجال للتنقل دون أن يعترف ضمنا بخضوعه لواقع قهري يسلبه حريته وحركته وفكره واسلوب حياته فما زال قناص الموت الحوثي يعتلي اسطح المنازل كي يسدد رصاصته على رؤوس وصدور العابرين.

الحكاية لم تنتهي بازالة سوادل ترابية ولا متارس قتالية في مناطق التماس فكل هذا لا يغني عن حقنا في العيش الكريم تحت سلطة شرعية واحدة تنهي معاناة الشعب وتستعيد روحه الأصيلة التواقه لنظامه الجمهوري ووحدة كل أرضه.