آخر تحديث :السبت-21 سبتمبر 2024-05:58ص

بقلم: حسين احمد الكلدي
- ارشيف الكاتب

حسين احمد الكلدي

المعلم والتعليم

الخميس - 13 يونيو 2024 - الساعة 06:34 م



للاسف لم يعود البعض للماضي القريب لينظروا الى الصورة التي كانت فيها البلد قبل الاستقلال وبعد الاستقلال كدولة عندما أعطت التعليم المجاني ومحو الامية اكبر قدر من الاهتمام وخلال فترة وجيزة صار لدينا وفرة في الكوادر المتخصصة في كل المجالات وكل جوانب الحياة وصار التعليم هو الحل للعديد من مشاكلنا التي كانت تعيق تطورنا ومجتمعنا صار خلال خمسة وعشرون عاما لديه الجامعات التي تضاهي افضل جامعات العالم وصارت المعاهد التطبيقية هي جزء من الحل لتثري كل المرافق بما يحتاجون من كوادر مؤهلين للعمل مباشرة وهي تتوافق مع توجه وتطور التعليم العالي وتكمل بعضها البعض وبشكل متناسق ومتناغم مع الخطط التنموية والاقتصادية وصارت الوظائف الحكومية متاحة لكل افراد المجتمع بعد تاهيلهم في المعاهد والجامعات واختفى كل الاطفال الذين يعملون في الشوارع بدون تعليم وتحول كل الاطفال الى المدارس الحكومية المجانية وتلك المدراس النموذجية التي إنشئة لمن كانت ظروفهم صعبة وقد وفرة الدولة لهم المدارس والاقسام الداخلية للجنسين مع الاعاشة وامدت تلك المدارس بالمدرسين المؤهلينمن الخريجين من الجامعات واستعارة المدرسين من جامعات الدول العربية المرموقة وبهذا اختفت السرقة وقطاع الطرق والبغي وظلم النساء واحتكار الارض وصار المجتمع بالتعليم والتطوير الفكري المعرفي اكثر قابلية للتوظيف وتم انشاء النقابات في كل المجالات التعليم والزراعة والصحة والصناعة وساد العدل وانتشر الامن صحيح كانت البلد تتطور ببطء لكن الكل سعيد لم يشتكي الناس من الأسعار للسلع الاستهلاكية فقد كانت مدعومة من الحكومة وتتوفر بافضل الأسعار لانها من منتجاتنا ومصانعنا الوطنية وكان التعليم والعلاج مجاني فلايوجد تسرب من المدارس المتوسطة والثانوية لان الحكومة كانت تتدخل في ذلك وترفع من معنويات التعليم والتطوير وتفتح افاق واسعة للتعليم في جامعات الدول الصديقة في انحاء العالم للمتفوقين بالمجان.
ايها الاباء والأمهات احرصوا في دعم اطفالكم لتطوير انفسهم لان البلد تراجعت في كل الجوانب واولها التعليم لاننا لانقدره بما فيه الكفاية لقد فشلت الدولة في الحفاظ على المعلم ربما ينبغي عليك القاء نظرة فاحصة على كل التخصصات لقد أصابها الانهيار التام كيف يكون شعورك اذا لم تحصل على مرتبك لشهور عديدة وابنائك يتظورون جوعا وعوزا وبحاجة لمتطلبات الحياة ؟ وبهذه الحالة كيف يكون شعورك اذا كنت آحد منسوبي التعليم وانت واطفالك بدون مصاريف الشهر هل تقدر ان تقدم شيء للتعليم ؟ وزيادة الطين بله اذا لم يتم سن القوانين التي تجرم التعدي على المعلم من قبل هولاء الطلبة الفاشلين الخارجين عن القانون وابائهم المتنفذين الذين يفتقرون الى مرجعية النظام ويعتقدون انهم فوق القانون للاسف الكثير منهم يفعلون ذلك هم الاقل تعليما ومعرفة ومن حملتهم الأحداث للواجهة وتناسوا فضل المعلم عليهم
قال الشاعر احمد شوقي:
( قم للمعلم وفّه التبجيلا # كاد المعلم أن يكون رسولا)
(اعلمت اشرف واجل من الذي ▪︎ يبني وينشيءانفسا وعقولا ) لاتقوم قائمة للامة الااذا تم حفظ للمعلم كرامته وحقوقه ولذا نقول للمجتمع اعيدوا للمعلم احترامه وتقديره لسنا بحاجة الى زيادة من يحملون الاسلحة والجهل بتصرفاتهم وهم بوجوه مكفهرة قاحلة تتمنطق بقوة المنصب والقبيلة ولكن نحن بحاجة لمن يحملون الشهادات العلمية والثقافة والحب والاخلاق ويتحلون بالمسئولية حتى نرتقي الى مصاف الامم ولايمكن ان يتحقق ذلك الا بإعادة للمعلم حقوقه الاعتبارية فلايستطيعون هولاء المعلمين والاباء بصدق بانهم يساعدوا ابنائهم وهذا بديهي وما يقوله المنطق فالتعليم عملية لاتنتهي يجب الحفاظ عليها وحمايتها كقيمة اساسية للامة وللاسف لاتشعر الحكومة الموقتة المتواجدة بهذا التردي المخيف انه لامر محزن الاستمرار في هذا الاتجاه الخاطيء لقد سئمنا من المزايدات.
نحن بحاجة التركيز للحفاظ على قدسية التعليم في الجامعات وبناء المعاهد المهنية والصناعية والتوجة الى تكنولوجيا المعلومات وبمايتطلبه سوق العمل. وانا اعلم يقينا بان مصالح هولاء لاتتعارض مع تطوير العملية التعليمية فالحفاظ على الوطن يتطلب يد تبني ويد تدافع لان هناك من يعتقد ان حمل الاسلحة مظاهر اعتيادية في المدارس وفي الفنادق والمطاعم وفي السوق والبنوك ويعتبره من مظاهر الرجولة والقوة ولا اعلم من اين ياتي بتلك الأفكار ؟ ولذاء يجب ان تكون قيود وقوانين تنظم ذلك الاستهتار لوجود مجانين يقتلون بدون سبب
و جرائم كبيرة وصغيرة ارتكبت بحق معلمين وابرياء باطلاق النار عليهم ان كان بقصد او بدون ولهذا لانغير السلوك العدواني الا بالتوجه للتعليم والتطوير المعرفي وسن قوانين حتى ينخفض العنف والسرقة والاغتصاب والتعدي على حقوق الناس ويخف انتشار استخدام المخدرات .