آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-06:08ص


فلسطين ألمٌ ودموعٌ بلا نهاية

الأربعاء - 12 يونيو 2024 - الساعة 06:04 م

محمد العنبري
بقلم: محمد العنبري
- ارشيف الكاتب


عندما نتحدث عن فلسطين فإننا نستحضر في أذهاننا صورة أرضٍ مغمورة بالدماء والدموع صورة وطنٍ يتنفس الألم ويعيش المأساة كل يوم فلسطين، تلك الأرض التي تعيش حالة المحكوم عليه بالموت، حيث قوافل الشهداء لا تتوقف ومن يسلم من القتل يجد نفسه محاصرًا بالجوع ومن ينجو من القتل والجوع فإنه لا يسلم من التشرد بعد أن يفقد أرضه وداره ووطنه.

فلسطين هذا الجرح المفتوح في قلب الأمة العربية والإسلامية هذا الجرح الذي ينزف يوميًا دون أن يرى ضوء الأمل في نهاية النفق المظلم كل يومٍ يمر على هذه الأرض الحزينة يزداد فيه الألم وتتعاظم فيه المأساة الأطفال يولدون في حضن المعاناة والشباب يكبرون في ظل الحرب والشيوخ يرحلون وأعينهم تملؤها الدموع على ما حلّ بأرضهم وأبنائهم.

منذ أكثر من سبعة عقود بدأت مأساة فلسطين تأخذ شكلها المروع احتلال الأرض، وتهجير السكان وتدمير المنازل وترويع المدنيين كل ذلك كان جزءًا من خطة ممنهجة لمحو الهوية الفلسطينية آلاف الشهداء سقطوا والمزيد يسقطون كل يوم القرى تمحى من الوجود والمدن تتحول إلى سجون كبيرة مفتوحة الجوع والتشرد أصبحا جزءًا لا يتجزأ من حياة الفلسطينيين.

صراخ فلسطين لم يكن يومًا بلا صدى هذا الصراخ الذي يخترق المسامع ويوقظ الضمائر يدوي فيه صوت الحق الذي لا يمكن إسكاته ولكن أين العدل؟ العدل قد خَرَّ صريعًا، وأمّا الإنسانية فصوتها يرتفع محتجًّا، ولكن آذان أهل القوة والجبروت صماء آذانهم صماء عن سماع صرخات المظلومين وقلوبهم قد تحجرت، فلم تعد تتأثر بأهوال القتل والدمار.

رغم كل ما يعانيه الفلسطينيون فإنهم لم يفقدوا الأمل الطلاب في جميع أنحاء فلسطين يواصلون تعليمهم رغم الصعوبات المدارس تتحول أحيانًا إلى ملاجئ، والمعلمون يقومون بدور الأبطال في ظل هذه الظروف القاسية العلم بالنسبة للفلسطينيين هو وسيلة للصمود والبقاء، وهو الأمل في مستقبل أفضل.

العالم اليوم يقف موقف المتفرج في كثير من الأحيان تصريحات الاستنكار والتنديد تتوالى ولكن الأفعال قليلة الدول الكبرى، التي تملك القوة والنفوذ، تتجاهل في كثير من الأحيان معاناة الفلسطينيين هذه الدول التي بيدها مفاتيح الحلول تكتفي بإصدار بيانات الشجب والتنديد دون اتخاذ خطوات فعلية لإنهاء هذا الصراع الطويل.

فلسطين ستبقى حية في قلوب محبيها هذه الأرض التي قدمت الكثير من الشهداء والتي تحملت الكثير من الآلام ستظل رمزًا للصمود والمقاومة سنظل نذكر تضحيات أهلها، ونظل ننادي بالحرية والعدالة لهذه الأرض المباركة.

إن الصراع في فلسطين ليس مجرد صراع على الأرض بل هو صراع على الهوية والوجود هو صراع بين الحق والباطل بين العدالة والظلم وستظل فلسطين بأرضها وشعبها، مثالًا للصمود والكفاح في وجه الظلم والطغيان.