آخر تحديث :الجمعة-05 يوليه 2024-11:35م

نظرة الرئيس الشاملة مقابل النظرة المحدودة للمواطن

الإثنين - 10 يونيو 2024 - الساعة 07:17 م

د. أمين عبدالخالق العليمي
بقلم: د. أمين عبدالخالق العليمي
- ارشيف الكاتب




عندما ينظر الرئيس للقضايا والاحداث للوطن ككل بصفته رئيساً للجمهورية، وللشعب، يتمتع الرئيس بإطلاع واسع على الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، فهو يتلقى تقارير مفصلة من مختلف الوزارات والأجهزة الحكومية، ويجتمع بشكل منتظم مع كبار المسؤولين لمناقشة القضايا الوطنية.
هذا يمكنه من رؤية الصورة الكاملة وبكل وضوح والعلاقات المعقدة بين مختلف العوامل المؤثرة، في القضيه او الحدث، ليتخذ قراره، وكذا أي مسئول في موقع القرار، بينما ينظر المواطن البسيط إلى الأحداث من منظور أكثر محدودية، فهو يركز على كيفية تأثير هذه الأحداث على حياته اليومية وظروفه المعيشية، فهو ليس لديه المعلومات الكافية، والرؤيه الشاملة لرؤية الصورة الكبيرة والاعتبارات المتعددة التي تؤخذ في الحسبان من قبل الرئيس وفريقه.
فالرئيس أو المسئول نظرًا لطبيعة مسؤولياته، فإن أولوياته تختلف عن تلك الخاصة بالمواطن العادي، فالرئيس مطالب بالنظر في مصالح البلاد ككل وضمان استقرارها وأمنها واستدامة تنميتها،
بينما ينظر المواطن العادي إلى كيفية تأثير السياسات والقرارات على دخله ورفاهيته الشخصية.
على سبيل المثال، قد يؤيد الرئيس فرض ضرائب جديدة علي القطاع الخاص،والشركات لتمويل مشاريع البنية التحتية، والتنمويه، بينما قد ينظر المواطن إلى هذا الإجراء على أنه زيادة في الأعباء المالية عليه.
خبرة رئيس الجمهورية السياسية والحكومية واسعة، إلى جانب مستشاريه والخبراء الذين يزودونه بالمعلومات والتقارير، والتحليلات اللازمة لاتخاذ القرارات، في المقابل، يعتمد المواطن العادي على مصادر إعلامية محدودة من مجموعات فيسبوكيه، وجروبات وسائل التواصل، ومن صحيفه وقناة فضائيه احادية المصدر، وقد تكون معلوماته جزئية أو متحيزة، او اشاعات مغرضه، للزعزعه وغير مسؤولة.
فيتاثر بها ويبني رايه عليها بتوجيه غادر ومنظم من اعداء الوطن والمتربصين، ويكون هذا البناء بنظره قاصره يراها هو إنها واسعه، وحقيقيه،
بينما هي خدعه استُخدم هو بها دون ادراك او وعي وتضر بمصلحته اولاً ثم مصلحة وطن وشعب.
هذا الاختلاف في الخبرة والمدخلات، والمعطيات يؤدي إلى اختلاف في وجهات النظر والتقييمات بين الرئيس، والمسئول، والمواطن البسيط، ولا ينبغي اعتبار أحد الرؤيتين أفضل من الأخرى بشكل مطلق.
فكل منهما يحمل قيمة ويعكس زاوية مختلفة للنظر إلى الأمور من زاويته، الأهم هو أن يسعى الاعلام الرسمي، وصلة الوصل بين الرئيس والمرؤس، والاعلام الوطني المسئول والحريص، إلى التواصل مع المواطنين وتوعيتهم وفهم وجهات نظرهم، عبر برامج وطنيه هادفه، ومخططه لحفظ عصي التوازن بين الراعي والرعيه والمسئول والمواطن.
ويحاول المواطنون أن ينظروا إلى الأمور بمنظور أوسع من خلال المعلومات المتاحة، من المصدر الرسمي والرئيسي، فسفينة الوطن تهم الجميع،
والكل شركاء في البناء والتنميه والمصير.