آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-08:01م

المطبلون المخلصون

الأحد - 09 يونيو 2024 - الساعة 05:28 م
حسين السليماني الحنشي

بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب




يعتبر (المطبلون المخلصون) من أعظم شريحة من شرائح المجتمع المدني والتي تقدم نفسها بالمجان الى جانب المطبلين أصحاب الأجر اليومي أو المخصصات المالية ...
ويصعب في مجتمعاتنا التي يغلب عليها الجهل السياسي والوعي في أغلب مجالات الحياة.
والجهل، اليوم وصل إلى النظم الاجتماعية بين أفراد المكونات الاجتماعية من قبائل وعشائر...
وهي من أفرزت وتبنت أشخاص مباشرة، وجعلتهم يغنون خارج السرب وإنشاءت جماعات أو نظم خارجة عن المعارضة أمام المكونات السياسية أو شخصية سياسية معينة حتى وصل بها الى تخالف العرف؛ لأن اليقين الفكري عندهم طمس الهوية الوطنية وأستبدل عنها تلك النظم والقوانين التي قيّدة المجتمع المدني حتى وصلت إلى سكر الشعوب بالقائد والزعيم...
نحن هنا لا نريد مخالفة واقع المجتمع، بل نريد تصحيح المسار ، من أجل إيجاد الحكم الرشيد.
فحصر المطبلين النشاط السياسي في مجالات محدودة، من أجل بقاء الفساد وأهله، ثم أنشأ المطبلون برامج من أجل تجفيف منابع تلك الحركات التي تقود التغيير أو تنتقد الحاكم من أجل الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، حين تنبأ المطبلين أن الأحرار متنافسون معهم في الطرح، وأنهم غير منسجمون معهم، ولم يكن المتحررون صادقون ومخلصون في تبني الأنظمة الديكتاتورية، فلابد أن يرفعوا تضرعهم إلى الحاكم من أجل غياب هذا الصوت!
إن غالب هؤلاء المطبلين ينتمون إلى فئة الارتزاق وهم مخلصون في عملهم اليومي، لكن لا يعملون بشكل صحيح على الواقع من أجل تحسين الواقع نفسه، فهم لايرون غير بطونهم، أو يسيرون على هواهم.
حيث انحسرت النماذج الأخرى من الوطنيين بعد أن هيمنت تلك الشلل الفاسدة، ومن لا يعمل معهم فهو بالضرورة ضد السلطات؛ لأنها ترفض الحريات العامة، والمشاركة السياسية التي تدعو لها تلك النخب الإصلاحية.
فأصبحت السلطات تثق بالمطبلين، ولا يعلو فوق صوتهم صوت فهم من يعتلى المناصب، أو المواقع المؤثرة لأن السلطات لا تثق إلا بهم.
ويتجلى صدق هؤلاء من خلال بقائهم على طريق السلطة وبرروا للشعب نهج السلطة، بعد كل حملة قمع يتعرض لها المتحررون، حتى تميل تلك النخب للاصطفاف مع السلطات ليس تأييدا لها لكن خوفا من سيطرة الشياطين الحمر، ومن ثم إقفال أو سد الثقب الذي يتنفس من خلاله الشعب، ويدخل الجميع بيت الطاعة والخنوع والاستعباد...
ولنا معهم وقفة أخرى!