آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-06:16ص


لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله

الأحد - 09 يونيو 2024 - الساعة 02:38 م

محمد ناصر العاقل
بقلم: محمد ناصر العاقل
- ارشيف الكاتب




في عملية وصفها الجيش الإسرائيلي بالمعقدة والمركبة تم فيها تحرير أربعة رهائن ، في مخيم النصيرات ارتكبت فيها إسرائيل مجزرة بحق سكان مخيم النصيرات بقطاع غزة راح ضحيتها نحو ستمائة مدني بين قتيل وجريح، وذلك لإن الجيش الإسرائيلي قد قام بقصف الأحياء المجاورة لتواجد الأسرى بطريقة همجية من الجو والبر والبحر ، واشترك في العملية الجيش والشاباك والشرطة الإسرائيلية ، وكانت خلية تجسس أمريكية مكلفة بتتبع أماكن الأسرى قد أدلت بمعلومات عن مكان تواجدهم لإسرائيل ، واستخدمت في تلك العملية شاحنة مساعدات ، ومع ذلك الضغط الهائل قتل في العملية أسرى آخرين واستطاعت المقاومة رغم إمكانياتها المحدودة أن تكبد القوة المهاجمة خسائر كبيرة ، وكادت العملية أن تفشل برمتها بفعل استبسال أبطال المقاومة ، ابتهجت إسرائيل بنجاح العملية وكذلك أمريكا ولم تتطرق إلى قتل المدنيين
لعل من أسباب نجاح هذه العملية أن المقاومة لم تتوقع من إسرائيل وأمريكا أن تغامر بحياة الأسرى من ناحية وأنها لا زالت تحتفظ بشئ من هيبتها بأن تقوم بعملية كبيرة هي أشبه بمعركة كاملة وليس فيها شيء - كما قال بعض الخبراء العسكريين - من الحرفية
وربما أن صعوبة العملية وتكالبفها تعطي أمريكا وإسرائيل درسا سيفهمونه أكثر من غيرهم أنه ليس من السهل تخليص أسير واحد بعدها بطريقة عسكرية بيد المقاومة ، وقد وعدت المقاومة باتخاذ احترازات جديدة بشأن الأماكن التي يتواجد فيها الأسرى
وقد أعطت العملية زخما لما تتمتع به المقاومة من روح معنوية عالية اكتسبتها من إيمانها بالله ، حيث وصلت إلى درجة من العزة تهابها أمريكا وإسرائيل وتفرح بنصر صغير على المقاومة تهدر في سبيل تحقيقه إمكاناة هائلة ، وليس أدل على الإحباط الذي وصلت له إسرائيل من وصف العملية بالمعقدة والمركبة وليس فيها من التعقيد والتركيب في الواقع إلا ما يتملك قيادة الكيان الصهيوني من رهبة المجاهدين في أي نقطة تجمعهم فيها مع المجاهدين ، وهذا يعيدنا إلى فهم متجدد لكتاب الله مع هذه الطائفة المارقة عن أمر الله
ويدلنا على مستوى الضعف الذي تصل إليه وتنتهي عنده فلا تغني عنها القوة ولا العدد والعدة وهي في قول الله تعالى ( لأنتم أشد رهبة في صدورهم الله )