آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-08:01م

المطبلون الحكوميون

الجمعة - 07 يونيو 2024 - الساعة 04:52 م
حسين السليماني الحنشي

بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب




يعتبر هذا التيار هو التيار النفعي الداعم للسلطة والساعي في خدمتها إعلاميا وإدارياً، وهذا التيار لا تهمّه حقيقة النظام ولا ما يبني وعلى أي أسس كانت... بل يهمّه خدمة الحكّام والدوران في فلكهم. والمنتمون لهذا التيار لا يكترثون بتناقض اطروحاتهم ولا يهمهم أي فرع من النظام فهم يتبنون مايتبنى الحاكم ما دام يصب في خدمته وتجري في جيوبهم الأوراق المالية التي تجلب لهم ما لذ وطاب في أكراشهم التي لم تشبع مع مرور الأيام والسنين، ومادام يتكّرم الحاكم عليهم فهم يدورون حيث دار، حتى ولو وقع انقلاب أصبح الجميع ببيت الطاعة يقربون له مالم يصل إليه ويبصرونه مالا يبصر، ويذكرونه بما يغفل عنه.
ويزعم معظم المنتمين لهذا التيار تبني أي شكل من أشكال الحكم التي تعتبر آخر صيحات الطغيان، لكنهم لا يقبلون من هذه الشلل الحاكمة إلا التحرّر من القيم والدين الذي يكبح شهواتهم. أما الجانب السياسي فموالاتهم فاشية تمجّد الحاكم الفرد وأسرته وتعطيه السلطة المطلقة، وترفض حرية التعبير وحرية التجمعات، وتقف مع الحاكم ضد المشاركة السياسية والمحاسبة واستقلال القضاء. حتى وصل بالبعض بإنشاء مكون تحت إسم (إرادة شعب) وهناك مسميات عديدة تعمل في خدمة السلطة، أو يعطونه الصك في تولي البلد إلى مالا نهاية! وأسوأ من ذلك أنهم يعطون الحاكم الحق في امتلاك البلد وتفريغ الجهاز الأمني والعسكري لحمايته وليس لحماية الشعب والوطن.
وهذا التيار ممكّن من مواقع القرار السياسي والدبلوماسي والسياسات المالية والأمنية، وقبل ذلك هو مستحوذ على المناصب الثقافية والإعلامية، وبعض الدول مكنتهم حتى في المناصب الدينية. وغالب هؤلاء ثقافتهم محدودة وقدراتهم الذهنية والفكرية ضعيفة ولا يستطيعون دعم مواقفهم في مقابل التيارات المنافسة في الساحة، وهم لايحسنون غير الدفاع نيابة عن الحاكم المستبد...
وهم على كل حال لا يحتاجون أن يواجهوا التيارات المنافسة على طول البلاد وعرضها، بالحجة والجدل، لأن التفوق مضمون لهم بقوة السلطة، وقد مكنتهم السلطة من كل المنصات الثقافية والإعلامية وروّجت لرموزهم، وشوهت صورة خصومهم من التيارات الأخرى.
وأصبح ذلك التيار الحكومي يختار للوظيفة من سلك مسلكه وكأنها من أملاك الحاكم . واستطاعوا إخضاع الشعب ، ونلاحظ هذا في الاوآمر التي تصدر للمصالح العامة للدولة والمدارس بالاحتفال بعيد ميلاد الحاكم والاحتفال بيوم استلام الحكم على البلد.
وخروج جميع المرافق الحكومية لاستقبال الحاكم على الطرقات ، أو يخرجونهم بملعب من الملاعب أو ساحة معينة ، ليلقي فيهم كلمته التاريخية في أحد المناسبات الوطنية، التي كثرت على عدد الأوسمة المعلقة على صدره العفن!
وتبقى الشعوب تدفع الثمن الباهظ، ويستلم المطبلون مخصصاتهم التي ساهموا في هدم كل جميل ، وتضع على صدورهم الأوسمة في خدمة السلطة الحاكمة وتخريب الوطن وتأسيس مدارس المطبلين الجدد، كي تستمر المعاناة والحرمان، ويتسع للحاكم النفوذ والبسط على كل مفاصل الدولة!