آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-06:01ص


الطريق الأقرب والأكثر أهمية لليمنيين بين الواقع والمأمول

الأربعاء - 05 يونيو 2024 - الساعة 04:18 م

محمد العنبري
بقلم: محمد العنبري
- ارشيف الكاتب


في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها اليمنيون جراء الحرب المستمرة تصبح مسألة فتح الطرق المحورية مسألة حياة أو موت من هنا تأتي أهمية المبادرات التي تسعى إلى فتح الطرق الرئيسية بين المدن والمناطق المحاصرة ولكن هل جميع هذه المبادرات تحمل نفس القدر من الفائدة والأهمية؟

عند الحديث عن المبادرات التي تروج لفتح طريق البيضاء مأرب فإنها بلا شك تُعتبر خطوة إيجابية وتستحق الترحيب هذا الطريق يخفف بشكل كبير من معاناة أبناء مديريات جنوب مأرب والبيضاء وذمار ومع ذلك، يتبادر إلى الأذهان سؤال مهم هل هذه المبادرة هي الخيار الأمثل والأكثر فائدة؟

إذا نظرنا إلى الأرقام نجد أن السفر من صنعاء إلى مأرب عبر خط البيضاء يستغرق حوالي ثماني ساعات في حين أن الطريق عبر نهم الذي يعد الأقرب والأكثر اختصارًا يستغرق حوالي ساعتين فقط هذا الفارق الكبير في الزمن والمسافة يعكس بوضوح الأهمية البالغة لفتح خط نهم مأرب إنه لا يوفر فقط الوقت والجهد، بل يخفف أيضًا من التكاليف ويقلل من المخاطر التي يتعرض لها المسافرون على الطرق الطويلة.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل المبادرة الحالية بفتح خط البيضاء هي خطوة مخلصة تهدف إلى تخفيف معاناة اليمنيين، أم أنها محاولة للالتفاف على مطلب الشعب الأساسي بفتح الطريق الأقرب والأكثر أهمية؟

إذا كانت النوايا صادقة فإن فتح طريق نهم مأرب سيكون الخطوة التالية والمكملة لهذه المبادرة وإذا كانت هناك جهات مستعدة لتقديم الدعم والمساندة لتحقيق هذا الهدف، فإن من يقف في طريقهم سيفضح أمام الشعب.

أما إذا اقتصر الأمر على فتح طريق البيضاء فقط فربما تكون هذه المبادرة مجرد وسيلة لصرف الأنظار عن المطلب الرئيسي للشعب وهو فتح طريق مأرب نهم صنعاء وكل الطرق الحيوية الأخرى التي أُغلقت بفعل الصراع.

في نهاية المطاف يجب أن تكون جميع المبادرات متجهة نحو تحقيق الهدف الأكبر، وهو تسهيل حياة المواطنين وتخفيف معاناتهم اليومية فتح الطرق الرئيسية بين المدن والمناطق هو حق أساسي يجب أن يتمتع به كل يمني وإذا كانت الجهود مخلصة وصادقة فإن فتح طريق نهم مأرب سيكون الخطوة القادمة والحتمية لتحقيق هذا الهدف.

فالشعب اليمني يستحق أن يعيش بحرية وكرامة، وأن يكون قادرًا على التنقل بين مدنه وقراه بدون عوائق أو مخاطر وكل خطوة في هذا الاتجاه هي خطوة نحو السلام والاستقرار المنشود.