آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-06:12ص


تحديات البنك المركزي اليمني في ظل الانقلاب الحوثي

الثلاثاء - 04 يونيو 2024 - الساعة 05:16 م

محمد العنبري
بقلم: محمد العنبري
- ارشيف الكاتب


في الأوقات الحرجة والمصيرية يصبح الاقتصاد أداة حاسمة في الصراع الوطني من هنا، تبرز أهمية البنك المركزي اليمني في مواجهة الانقلاب الحوثي، حيث لا يمكن اعتباره مجرد مؤسسة مالية بل عنصراً رئيسياً في معركة الحفاظ على الدولة وتعزيز سيادتها.

الانقلاب الحوثي لم يكن مجرد عمل عسكري بل تجاوز ذلك ليشمل كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والمالية في اليمن الحوثيون يسعون لإعادة تشكيل المجتمع والهوية الوطنية وفقاً لأيديولوجيتهم الضيقة لذا كان من الضروري التفكير بجدية في استخدام الاقتصاد والسياسات المالية والنقدية كأداة لمواجهة هذا الانقلاب.

البنك المركزي اليمني بما يمتلكه من أدوات مالية ونقدية يلعب دوراً محورياً في هذه المواجهة على الرغم من التأخر في استخدام هذه الأدوات بسبب الظروف الخارجية غير المواتية والحرص على عدم إلحاق الضرر بالقطاع التجاري والبنكي ومصالح المودعين، إلا أن الحوثيين استغلوا السياسات المالية والنقدية لتعزيز انقلابهم آخر هذه المحاولات كان إصدار العملة النقدية المعدنية، خطوة تهدف لتكريس الانقلاب كأمر واقع.

في مواجهة هذه التحديات اتخذ البنك المركزي في عدن خطوات نقدية ومصرفية تؤكد على أن الدفاع عن سيادة الدولة لا يمكن التنازل عنه هذه الخطوات حظيت بدعم وتفاعل دولي، مما يعكس سئم المجتمع الدولي من مناورات الحوثيين ورفضهم لإنهاء الحرب والقبول بعملية السلام هذا الدعم الدولي يفتح آفاقاً جديدة لتوسيع المعركة ضد الحوثيين.

لتعزيز هذا التحرك يجب أن يكون هناك خطة شاملة تضم السياسة والاقتصاد والأمن والعسكرية والخدمات هذه الخطة يجب أن تركز على تغيير المعادلة على الأرض وإعادة بناء العلاقة مع المجتمع القيادة اليمنية تدرك أهمية هذه النقطة، ومن الضروري أن تستخلص من التجارب السابقة إرادة سياسية قوية لتجاوز الصعوبات الراهنة.

تصحيح العلاقة بالمجتمع يعد شرطاً ضرورياً لتكوين أرضية صلبة للمعركة تحقيق هذا الهدف يتطلب إرادة سياسية تتجاوز الصعوبات الحالية، سواء كانت موضوعية أو ذاتية هشاشة الحوثيين التي ظهرت بعد توسيع المعركة توضح ضرورة الاستمرار في التمسك بقيم الدولة وأدواتها لكسر هذا التحدي الذي يسعى لتدمير اليمن ووضعه خارج معادلة الحياة الطبيعية.

البنك المركزي اليمني يلعب دوراً محورياً في معركة استعادة الدولة اليمنية باستخدام الأدوات المالية والنقدية بفعالية، يمكنه تعزيز السيادة الوطنية ودعم الجهود الرامية لإنهاء الانقلاب الحوثي مع دعم المجتمع الدولي وخطة شاملة تعزز العلاقة بالمجتمع، يمكن تحقيق النصر واستعادة الدولة اليمنية في صورتها الطبيعية والسيادية.