آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-08:01م

المطبلون المثقفون

الثلاثاء - 04 يونيو 2024 - الساعة 11:06 ص
حسين السليماني الحنشي

بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب




يطلق على هؤلاء أنهم من فئة المثقفين والمفكرين والنشطاء الذين يعتبرهم الناس على حساب الاحرار ويشاركهم رجال الدين ولكنهم في فكرهم وثوابتهم أقرب للمنافقين...  وسبب ظهور هذه التيارات والتي وصلت إلى تلك الشرائح من المجتمع، هو التخلف وهو السبب الرئيسي وهذا التخلف الحضاري يرجع الى الاستبداد السياسي، وغياب العدل والحرية والكرامة في البلدان العربية ومن على شاكلتها، وانبهار تلك النخب بأنظمة الحكم حتى وإن كانت تحكم بغير الشريعة التي جعلتها مرجع التشريع!
وهذا يرجع أيضاً إلى ما توفر لهم شلل الحكم ما يتطلعون له من إشباع حاجاتهم الدنئة. ولا يهمهم ما يتطلع له الشعوب من عدل وحرية وكرامة، ومشاركة سياسية، ومحاسبة وشفافية، وتقدم تقني وخدماتي.
هذا التيار ليس نسقا واحدا، بل هو طيف يتفاوت في ابتعاده عن الشعب ومصالحه واقترابه للحاكم أو من يدفع.... وهناك طرف من هذا الطيف من هو متحفظ يظهر بوضوح أنه قلق، يشعر بالخطيئة، وهذا يمثل دور الناقد للوضع لكن على [دين الملك] وفي الطرف الآخر من هو جريء في إنكار الثوابت والقيم وحتى أن تطور الأمر في الطاعة والخنوع إلى إنكار أهداف الثورة، وحتى إن تطور الأمر إلى إنكار بعض ـ نصوص الدين المعلومة من الدين بالضرورة ـ وكأنه زنديق. ويختلق الأعذار أو يتفهّم للزعيم تبعا لاختلاف الظروف والسياقات الاجتماعية والسياسية، التي عاشوها في مختلف مجالات الحياة الرسمية للدولة، وبعضهم يعيش في جو من الجهل والتراكمات الفكرية المغلوطة، والضغوط الاجتماعية والسياسية، والجرأة حتى على الدين، وعلى القيم والمبادئ الأساسية التي يجب الحفاظ عليها وهذا يرجع إلى دعم الحاكم والحكومات لتلك التيارات من المرتزقة وترك بل والوقوف ضد من يقف أمامهم، وهم سبب من جعل الساحة تمتلئ بهم حتى أصبح عدد  المتحررين قلة!


وهناك من يعيش في جو فكري واجتماعي خال من الضغوط، وفي وسط غزير العلم والمبادئ ولا يمكن أن يساق كهؤلاء لكن تجدهم شهداء هذا المضمار، ورغم أنهم يُبدون حرصا على بقاء الطاعة للحاكم، ألا أن مخرجاتهم الفكرية غالبا ما تكون لصالح الشعوب. وقد يساهمون في كثرة هذه النموذج، فيتم قمع هؤلاء المثقفين والفنانين، وكذلك أهل المبادرة الوطنية حتى وإن كانت مخالفة للإسلام؛ يجدون مصيرهم كباقي من وقف ضد السلطة!
ويبقى المطبلون دون تنافس منضبطين بالمنهج الذي تمليه السلطة ، فخلت الساحة ممن يدعون الى الحكم الرشيد.
وهذه الشرائح فيهم من هو صادق في السعي للحرية والكرامة والعدالة ، لكن وجوده بين أهل الفساد والاستبداد صار مع الظلمة والمستبدين من حيث يعلم أو لا يعلم.
ويبرز المطبلون بشكل أكبر مع الثورة المضادة، ومنها ينطلقون في مفاصل الدولة ، وهكذا تدفع الشعوب ضرائب باهظة التكاليف من هؤلاء المطبلين على مرور الأزمنة...
ولنا معهم وقفة أخرى!