آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-06:02ص


مجزرة الأطفال في رفح فقدان قيمي وبشاعة إجرام لا نظير لها

الأربعاء - 29 مايو 2024 - الساعة 10:40 ص

محمد العنبري
بقلم: محمد العنبري
- ارشيف الكاتب


في لحظات تكتنفها الغموض والهلع تتسلل الأخبار الموجعة من قلب غزة، لتكشف عن تفاصيل مجزرة جديدة أودت بحياة العديد من الأطفال في رفح إن هذه المجزرة ليست مجرد حادثة عابرة في صراع طويل، بل هي رمز لفقدان القيم الإنسانية وإبراز لبشاعة الإجرام الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وخاصة الأطفال منهم.

عندما ننظر إلى أطفالنا وهم نيام تتسلل إلى أذهاننا صور أطفال فلسطين الذين قتلوا وهم في ذات الوضع البريء، حيث كانوا يحلمون بعالم أفضل تتسرب تلك الصور إلى قلوبنا كآباء وأمهات، مسببة وجعًا غفيرًا لا يمكن وصفه، وجع يتعمق مع كل خبر عن مجزرة جديدة وكل صورة لطفل قتيل هذا الوجع يجسد الفقدان الجماعي للقيم الإنسانية، التي من المفترض أن تميزنا كبشر.

الحديث عن الانتصارات يصبح عبثيًا في ظل هذا النزيف المستمر أي انتصار يمكن أن يعوّض حياة طفل بريء؟ وأي انتصار يمكن أن يمحو ذاكرة الآباء والأمهات الذين فقدوا أغلى ما لديهم؟ هذه الأسئلة تبقى بدون إجابة، تسبح في بحر من الدماء والدموع.

مع مرور الزمن يتطور الاحتلال الإسرائيلي في وسائل القتل والتدمير، مستخدمًا تقنيات حديثة وأساليب إجرامية متقدمة، تعبر عن وجهه الحقيقي هذا الوجه الذي لا يعرف الرحمة ولا يعترف بالقيم الإنسانية إن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين هو المثال الأبرز على الإبادة الجماعية وقتل الأطفال بشكل ممنهج ومستمر، حيث تشير التقارير والحقائق الموثقة إلى أن الأطفال كانوا ولا يزالون أهدافًا رئيسية في هذا الصراع.

في خضم هذه المأساة يجب علينا أن نتساءل عن دور المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لماذا تستمر هذه الجرائم دون عقاب؟ أين هو الضمير العالمي؟ هذه التساؤلات تحتاج إلى إجابات فورية وحاسمة يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته ويوقف هذا العنف غير المبرر ضد الأطفال الفلسطينيين.

إن مجزرة الأطفال في رفح ليست حادثة معزولة بل هي جزء من سلسلة من المجازر والانتهاكات التي ترتكب ضد الفلسطينيين إن الاستمرار في هذه السياسات الوحشية لا يترك للفلسطينيين سوى طريق واحد، وهو المقاومة والصمود يجب على العالم أن يدرك أن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال وضمان حقوق الفلسطينيين في العيش بحرية وكرامة.

في الختام لا يسعنا إلا أن نرفع أصواتنا عاليًا مطالبين بالعدالة لأطفال فلسطين هؤلاء الأطفال الذين حلموا بعالم أفضل وحقهم في الحياة تم سلبه بوحشية يجب علينا جميعًا أن نعمل من أجل إيقاف هذه الجرائم وضمان مستقبل أفضل للأطفال الفلسطينيين، حيث يمكنهم العيش بسلام وأمان دون خوف من القتل والتدمير.

هذه المجزرة وغيرها من المجازر لن تُمحى من ذاكرة الإنسانية، وستظل شاهدًا على بشاعة الاحتلال وجرائمه ضد الإنسانية نأمل أن يأتي اليوم الذي يُحاسب فيه كل من ارتكب هذه الجرائم وأن يتحقق العدل لأطفال فلسطين ولكل الأبرياء الذين فقدوا حياتهم في هذا الصراع الظالم.