آخر تحديث :السبت-21 سبتمبر 2024-05:58ص

بقلم: حسين احمد الكلدي
- ارشيف الكاتب

حسين احمد الكلدي

عقلية الاستحقاق

الثلاثاء - 28 مايو 2024 - الساعة 05:45 م




في الوقت الحالي هناك الكثير من الناس وخصوصا الاباء والامهات والرواد في المجتمع لايتنبهون بما حصل لاولادنا في السنين الماضية وماهم عليه اليوم لان هذا الجيل لاتوجد لديهم القيمة الاساسية للاعتماد على الذات فقد تولد عندهم اعتقاد ان لديهم الحق في الحصول على الرعاية وتامين الاموال من اخوانهم و ابائهم او من اقربائهم واصدقائهم وبالمقابل يعتقدون انه من الواجب ان يتشاركوا معهم كل مايحصلون عليه في عملهم اثناء غربتهم في بلدان اخرى ذهبوا اليها لتطوير ذواتهم وتحسين معيشتهم وهولاء ياخذوا نفس المميزات التي يحصل عليها الاشخاص الذين يعملون . ويعتقدون انهم جديرون بان يعتني بهم الاخرين والشعور بالاستحقاق وهذه التصرفات لاتمت لمجتمعنا بصلة عندما كنا اطفال كان الاباء والأمهات يعلمونا الاعتماد على النفس في الحصول على احتياجاتنا وكسب المال الحلال فانا كنت اقوم بمساعدت والدتي رحمها الله في حرث الارض والرعي والقيام بالاعمال وتجارة الغنم والعمل لدى الاخرين تعلمت ان اصحي مبكرا واقوم بما اوكل الي من مهام وعندما اتيحت الفرصة للدراسة في ضل الظروف الصعبه بذلت قصارى جهدي لاكون في المقدمة ولهذا لم اطلب يوما من شخص اخر ان يفعل شيء من اجلي فانا قد تعودت لم اطلب المساعدة يوما خوفا من ان اتعود الاعتماد على الاخرين ولهذا اعتمدت على نفسي في كسب المال من الاشخاص في منطقتي وكنت اعمل بجد واجتهاد واخلاص وفي بعض المرات اعمل بعيد عن اسرتي وقريتي وزملائي الذين اتشارك معهم الطفولة وكان المطلوب مني ان اتخطي ظروفي وامشي قدما بالتاكيد كان ذلك خلال اجازاتي المدرسية لتوفير بعض المصاريف لي ولاسرتي و تعلمنا في الاسرة كيف نقدر ونحترم الاكبر منا سنا وكيف نتعامل مع الجيران بصدق ونزاهه وكانت مبادئنا القناعة والاعتماد على النفس والصبر والاصرار على النجاح يقول ﷺ: ( ما أكل أحد طعامًا خيرًا من أن يأكل من عمل يده )
ساتحدث عن قيمة العمل والاعتماد على النفس وتعليم الابناء ان يعتمدون على انفسم دون فكرة الاعتماد في رعايتهم على ابائهم واخوانهم واقربائهم هل سئلتم انفسكم كيف قد ينتهي بناء الحال ان لم نحثهم على ذلك ياقوم ؟ الكثير من الابناء يسهرون الى الصباح وينامون الى منتصف النهار والابن بعد ان يصحي يقوم بتوجيه الاومر للاسرة دون استثناء بمن فيهم ابائهم وامهاتهم ليقدمون لهم كل شيء دون اعترض من احد اعتقاد من هولاء الاشخاص ان من حقه ان يتزوج و يكون اسرة ويملك سيارة وبيت دون ان يبحث عن وظيفة اويعمل مع نفسه فهو قد تعود خلال طفولته ان الماكل والمشرب والملبس وكل متطلباته حق من حقوقه دون ان يقوم بعمل فاخوانه المغتربين او والده المغترب او المقتدر من يتكفلوا في توفيرله كل وسائل الراحة والانسجام فهو يعتقد انه صاحب الاستحقاق بغض النظر عمن يقوم بالعمل ويكسب المال . رسالتي للاباء والامهات هل هذا ماتمنيتموه لابنائكم عندما ولدوا بان يكونوا بهذا الشكل ؟ بدلا من ذلك الهراء ودعم الكسل لدبهم علموهم الاعتناء بانفسهم وتحمل المسئولية وتحقيق الاستقلال فهموهم ان الاعتماد على النفس فضيلة وان يؤمنوا بان من لم يسعى للنجاح بنفسه لايستحق ان يعتني به الاخرون ايا كان قربهم منه كما ارى ان هناك ناس لاتوجد لديه الرغبة في العمل ويريد ان تتكفل فيه الحكومة من المهد الى اللحد وايضا يعتمد على المنظمات الخيرية وسوف تستمر هذه العقلية طوال حياتهم وتستمر الاعذار وكثير من الناس يصعب ارضائهم لانهم لا يريدون التخلي عن نعيم الكسل المدقع الذي يعيشون فيه والاعتماد على النفس ولا يدركون بان العمل يحل كل المشاكل . القليل من الناس اللذين يفهمون قيمة العمل والجد والاجتهاد ويعملون بجد اكثر وبكفائة . اذا كان لديك من الابناء من يعتمدون عليك وعلى الغير وقد تجاوز اعمارهم العشرين عاما وتوقفوا عن الاستمرار في الدراسة يجب توجيههم للعمل والتخلي عن دعمهم ماليا حتى يتم الاعتماد على انفسهم والاكتفاء الذاتي ورعاية انفسهم .