آخر تحديث :السبت-21 ديسمبر 2024-08:11م

آراء

الانتقالي الجنوبي والجينات المؤتمرية

الثلاثاء - 28 مايو 2024 - الساعة 01:01 م

بقلم: أنيس علوه
- ارشيف الكاتب

لازالت جينات فساد المؤتمر الشعبي العام تسري في دماء الكثير من قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي بعد أن قفزوا من فلك المؤتمر الشعبي العام بعدتشطي ألواحها ودسرها إلى فلك المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يبدو أن مصير سفينته ليس يبعيد عن ما آلت إليه سفينة المؤتمر بعد أن خرقها وأغرقها غول فساد فتيانها وقباطنتها

دأب عفاش ومؤتمره الشعبي العام على تشكيل اللجان والمجالس والاتحادات لمكيجة وجه نظامه الفاسد عند غليان الشارع الجنوبي واليمني بسبب سياسات الفساد والظلم التي انتهجها ومارسها عفاش و المؤتمر طيلة ثلاثة عقود وكان الغرض من تشكيل تلك اللجان والاتحادات تهدئة الشارع وامتصاص غضبه وكبح جماحه

لجان ومجالس وميزانيات وصرفات ومرتبات ديكورية لا تتعدى صلاحياتها إلا كتابة توصيات في وريقات تظل حبيسة أدراج ورفوف عفاش وأزلامه

اليوم نرى ما دأب عليه المؤتمر في تعامله مع الأزمات بترحيلها وتمييع وضع الحلول لها طيلة العقود الماضية يسير المجلس الانتقالي على خطاها وينتهج نفس أساليبها وطرقها بنسخ طبق الأصل

فقبل أكثر من عامين تقريباً وبعد ان طفت الأزمة الاقتصادية وبدأ المواطن الجنوبي يكتوي بنيرانها شكل المجلس الانتقالي الجنوبي لجنة اقتصادية وكان سعر الدولار حينها لا يتعدى الألف ريال وتعشمنا خيراً في تشكيل تلك اللجنة عل وعسى أن تجد حلول لتلك الأزمة الاقتصادية وحلحلة ولو النزر اليسير من حملها وثقلها الذي قصم ظهر المواطن الجنوبي
ولكن بعد سنوات من تشكيل تلك اللجنة الاقتصادية التي لم نر لها ولو مجرد جلسة ولم نسمع لها صوت وصل سعر الدولار إليوم أكثرمن1700ريال قعيطي وكأن تلك اللجنة فص ملح ذاب في بحر لجي

قبل أشهر أصدر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس قاسم الزبيدي قرارات بإضافة المئات إلى مجلسه الاستشاري وأعضاء في الجمعية العمومية للمجلس ليصل عددهم مع السابقين من الأعضاء إلى قرابة الألف عضو ولم نرى أو نسمع أن كل هؤلاء الأعضاء والمستشارين قد عقدوا ولو مجرد اجتماع لمناقشة أسباب تردي الأوضاع المعيشية والخدمية في الجنوب ويصارحوا الشعب عن أسباب ومسببات ذلك الانهيار والتدهور الخدمي والمعيشي ووضع ولومجرد توصيات ومقترحات ومعالجات لايقاف هذا الانهيار والتدهور

اليوم وبرعاية المجلس الانتقالي الجنوبي يتم إشهار الاتحاد الجنوبي للشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد بقوام 116عضواً ومع مطالعة أسماء بعض الأعضاء التي لا نزاهة فيها عجبت كيف لتلك الأسماء أن تكافح الفساد وتحاربه وهي غارقة إلى أخمص قدميها فيه
ما أخافه وأتوجس منه أن أرى حمل الفساد المستشري اليوم في وطننا الجنوبي قد أصبح غولاً في عهد هذا الاتحاد في قادم الأشهر والسنوات دون أن يحرك لهذا الاتحاد رمشاً ويظل الصمت سمته كسابقاته من اللجان والاتحادات والمجالس التي ديدنها الحصول على المخصصات والميزانيات التشغيلة لتصرفها على حاشيتها التي تستشمر معاناة وآهات هذا الشعب المكلوم

في أغلب دول العالم عندما تعاني دولة ما أزمات اقتصادية تتخذ تلك الدول خطوات تقشفية بحل مجالس وهيئات وربما وزارات حكومية للتخفيف من معاناة شعوبها
بينما نجد في وطننا الذي تجاوز ثلثي سكانه خط الفقر بسبب الحرب والوضع الاقتصادي المتدهور تشكيل المكونات والمجالس واللجان والاتحادات التي ظاهرها إيجاد الحلول وباطنها الحصول على المخصصات والميزانيات التي أثقلت كاهل الوطن والمواطن موضة تتسابق القيادات السياسية ومكوناتها وأحزابها انتاجها وصناعتها لتزيد هذا الوطن مزيداً من الضنك والعناء والفقر