آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-02:42ص


في ذكرى ٢٢ مايو؟

الثلاثاء - 21 مايو 2024 - الساعة 08:45 م

محمد علي الطويل
بقلم: محمد علي الطويل
- ارشيف الكاتب


لم يكتب للوحدة اليمنية النجاح بل غدر بها قبل ان يجف حبرها ونسفت جنازير الدبابات نصوصها في حرب صيف ١٩٩٤م التي انتهت بالسيطرة العسكرية لنظام صنعاء على الجنوب ونتيجة للظلم والاقصاء والتهميش الذي لحق بالكوادر الجنوبية تفجرت الثورة السلمية الجنوبية في العام ٢٠٠٧م واستمرت بسلميتها حتى العام ٢٠١٥م.
وبتقديري ان العام ٢٠١٥م بأحداثه المتسارعة غير الأمور واصبح ما قبله ليس كما بعده فقبله كانت تتصدر الساحة اليمنية مطالب الجنوبيين باستعادة دولتهم وكان المشهد اكثر وضوحا.
لكن ما بعد عام ٢٠١٥م مختلف ففي الثلث الاول منه اندلعت الحرب العبثية بين الشرعية من جهة والانقلاب من جهة اخرى وعلى اثر ذلك تدخل التحالف لمساندة الشرعية وحصدت الحرب الآلاف من اولاد الفقراء ولم ينتصر فيها طرف على الآخر في صورة تؤكد الاستنزاف البشري بل وكثرت التشكيلات العسكرية بمختلف مسمياتها والمتعددة الولاء في نطاق الشرعية ونال كل تشكيل من الدعم ما لا يستهان به وانفردت مدن وغردت خارج السرب وتمادت في استقلالها وتعاملت مع دول وانتزع القرار من اصحابه كذلك الاهم والذي يفرض نفسه وضع البلد العام المرير وبالتحديد الصعيد المعيشي الكارثي في الجنوب والشمال وهذه مؤشرات تؤكد بان المرحلة محفوفة بالمخاطر تتطلب الحكمة وتظافر كل الجهود والعمل على انهاء الازمة اليمنية ابتداءً بالاهم وهو الجنوح إلى السلام والاحتكام إلى لغة الحوار الصريح الشفاف وحل القضية الجنوبية حل عادل
لذا فان العودة إلى الدولة الاندماجية صعب لإنها فشلت الفشل الذريع وفي الوقت نفسه الظروف غير مهيأة لانفصال الجنوب بشكل مباشر لان بناء دولة في ليلة وضحاها صعب جدا وحقيقة يجب ان تدرك وبالتالي لابد من البحث عن حلول اخرى مرضية تتماشى مع الواقع الحساس وبرأيي الشخصي ان قيام دولة اتحادية من اقليمين جنوبي وآخر شمالي بحدود الدولتين قبل ١٩٩٠م لمدة محددة يعقبها حق الجنوب في تقرير مصيره وهذا انسب وملائم للمرحلة.