آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-02:42ص


الوحدة وشي من ذكرياتها

الثلاثاء - 21 مايو 2024 - الساعة 07:41 م

صالح مبارك الغرابي
بقلم: صالح مبارك الغرابي
- ارشيف الكاتب


كجنوبيين لأحد منا ينكر ما كان يختلجنا من شعور وغبطه كبيرة بل فرح لايضاهيه فرح عندما بدأت القيادة في شطري اليمن جنوبه وشماله في الترتيبات العاجله بتحقيق الوحدة بين الشطرين
هذا الشعور المفعم بالفرح يكاد أن يجعلني أجزم القول بل متأكد من إنه ليس لدينا هذا الشعور وحدنا كجنوبيين بل إنه حاصل مع الاخوه في المحافظات الشمالية
فالكل كان في قمة فرحه وانبساطه بتلك الترتيبات التي ستأتي بالوحدة التي نراها ستنقلنا نقلات نوعيه في اشياء كثيره وسيتحقق حلم الجميع بالتنقل بين محافظات البلاد من دون خوف وفزع اشياء كثيره كنا نراها ستصبح حقيقة وواقع معاش ونحن من افتقدناها وسار من الصعوبة تحقيقها وهي كما نرى أنها ستتحقق بسواعد واخلاص القاده في تلك الفترة الذين نعول عليهم كثيراً
حتى أننا كنا نرى بتحقيق الوحدة ستكون كل احلامنا وامانينا في متناول أيدينا
ومن ذكرياتنا الجميلة التي رافقت بدايات الوحدة واستمرت لبضعت شهور بعد تحقيق الوحدة وما كان لهذا الأشياء أن تتحقق لولا المصادفات الجميلة هي الأخرى
إذ اني في تلك الفترة كنت في الخدمة العسكرية الإلزامية وكان اللواء الذي ارابط به واقظي به خدمتي الإلزامية كان تواجده محادي للمحافظات الشمالية
وأتذكر جيدا عندما أتانا وزير الدفاع بشحمه ولحمه مبشرنا من أن لواءنا سيكون أول الالويه الجنوبية التي ستنتقل للشمال وبالفعل تم نقلنا للشمال ومضت تلك الفترة القصيرة في فرح لايوصف فقد تعرفنا على أماكن كثيرة في المحافظات الشمالية
لكن لم تستمر تلك الفرحة طويلاً لالي ولا لمن كان مثلي فرحان بالوحدة فأتى وقت تخرجي وانهائي للخدمه العسكريه وبعدها مباشرة تفجرت الأوضاع وحصل التصادم بين القوات العسكرية الجنوبية والشمالية وهنا تبين لي وللكثير من أن الوحدة ماهي إلا شماعه وتدغدت مشاعرنا كمواطنين عاديين من قبل السادسه خصوصاً ساسة الشمال من كانوا لهم أهداف أخرى من هذا الوحدة وهي الاستيلاء على الجنوب ونهب ثرواته التي تمت المحافظة عليها منذ أن تم أخراج المستعمر البريطاني منها
وكلنا رأينا وشاهدنا ماحصل بعد اجتياح الجنوب من النهب المنظم وماتبعه من الإقصاء والتهميش الذي طال كل الكوادر الجنوبية بل لم يسلم منه حتى الموظف العادي فالكل اكتوى وانجرح من تلك الأعمال التي لا تنم إلا على الغباء السياسي المستحكم برؤوس تلك القيادات التي لازلنا للحظه نعاني اثار تبعات أعمالهم الجهنمية الشيطانية