آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-06:16ص


أساس الجاهلية

الثلاثاء - 21 مايو 2024 - الساعة 10:40 ص

محمد ناصر العاقل
بقلم: محمد ناصر العاقل
- ارشيف الكاتب




قال بعض علمائنا المعاصرين بأن الجاهلية ليست. وصفا لعصر معين وهو ما قبل الإسلام وإنما هي وجود حالة من الإنحراف في التصور والسلوك قد تنطبق على عصر هو. في زعم أهله أرقى عصور التقدم كعصرنا هذا الذي بلغ فيه التطور أرقى مستوياته في الصناعة ومختلف نظم الحياة ، غير أنهم بنظرتهم الثاقبة أعني هؤلاء العلماء قالوا بأن الحضارة الغربية متأثرة بالوثنية الأغربقية والرومانية في الإفتتان بالشهوات تارة وتقديس العقل ونكران الإله الحق سبحانه والكفر بأنبيائه وشرائعه ، وفي عصرنا الحاضر الذي زعمت فيه الحضارة الغربية أنها في قمة سلم الإنسانية في كل شيء بما في ذلك الديمقراطية والحرية والعدالة إذا بها تهوي حتى تستقر على قاعدتها الحقيقية قاعدة الجاهلية وتستوي مع كل الحاهليات في مختلف العصور وهي مخالفة الإسلام "في التصور والسلوك " بما ارتكبت في غزة من جرائم يندى لها جبين الإنسانية الشريفة وضميرها الحي ثم بعد ثمانية أشهر من الجرائم اليومية لا تطيق أن ترى متظاهرا يندد بتلك الجرائم - طالما زعمت بأن له الحق في التصويت أو التظاهر على قضايا تافهة - أو تسمع توصية من محكمة العدل الدولية تسمي فيها المجرمين عن الحرب من قيادة دولة الإحتلال الصهيوني ، وإنني لا يعنيني كثيرا أمر الغرب الذاهب إلى الهاوية ولكن يعنيني من لا يزال مفتتنا به من المسلمين ومصر على تصديق الدعاية الغربية في أوضح انكشاف لها ، ومن الإنصاف أن نقول بأن بعض أحرار الغرب حكومات ومؤسسات ورموز سياسية وفكرية وعلمية لها ثقلها قد رفعت صوتها وعارضت الجريمة والتبرير لها وهي تنتظر دورها في قيادة أممها إلى ما فيه خيرها وخير الإنسانية كلها
إن النظام العالمي هو اليوم في أسوأ أحواله فهو لم يكن بديلا عن الإسلام يوما وليس ندا له وكل ما تبقى له هو الصراع مع نفسه وهدم ما بناه