آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-06:02ص


حديث القنوط

الثلاثاء - 21 مايو 2024 - الساعة 08:09 ص

عمر الحار
بقلم: عمر الحار
- ارشيف الكاتب


كل شي في اليمن قابل للجفاف و النضوب . الدماء . الماء . الدموع .
و كل شيئا فيها يمشي بسرعة الريح على طريق  الانهيار ليقضي على البقية الباقية من الدولة  و قيمها ونظامها و اقتصادها و اخلاقها ورجالها . وما الدولة الا الفرد والمجتمع الذي يعاني الامرين جراء الانهيار القيمي الذي نعيش ، و نشعر بثقل وزره على حياتنا اكثر من متاعب الحصول على ما يبقيها على قيد الحياة .
لم يتبقى من الدولة الا اسمها ،  ومن القبيلة الا اسمها  في اليمن ، واصبحت في حكم الذي ضرب به الله الامثال في القرآن فهما حقيقة لم ينتفعان بما تحملانه من تاريخٍ و مجدٍ و اعرافٍ و اسلافٍ .
اذاً نحن على وشك نضوب الدولة ، والقبيلة و الانسانية ، مثلما نحن على وشك نضوب الدماء و المياه و الثروات لنعود بالحياة الى سيرتها الاولى لكن هذه المرة عودة بلا ضمير ، وبلا اخلاق لنحيا حياة الغاب في القادم من الاعوام بعد انتهاء مثالية سياسة النظام الدولي الجديد ، و تحفيز وتغذية مظاهر الخروج السافر على كل الضوابط العامة لدولة والفرد و المجتمع .
نحن لا نستقرئ الغيب ، لكن نجيد قراءة الواقع المر اليوم . و نجمع على مأساوية الحال . و لا نملك الا سكب ماتبقى من الدموع قبل نضوبها من الاعماق ، ولا باس من البكاء على  حظنا العاثر في الحياة مثل النساء .
ربما ما استدعاني لكتابة حديث القنوط محاولة اغتيال اخي امين محلي شبوة الاستاذ عبدربه هشله لحول المصعبي ، وفجيعته في من يحب من مرافقيه ، في يوم قبلي كبير محمي باعراف القبيلة و اسلافها
اكراما لمن مات من صفوة القوم في بلاد المصعبين اليوم ، و لا مجال لتصفية الحسابات مهما كانت اسبابها  في مثل هذه المناسبات العامة ، والله لم يخلق بحور الايام و الشهور و الاعوام الا لقضاء حوائجه من العباد ومالهم و ماعليهم .
حمدا لله على سلامة اخينا العزيز الاستاذ عبدربه هشله ، و تعازينا القلبية لهم في مصابهم الموجع و الاليم .