آخر تحديث :الإثنين-03 يونيو 2024-02:46ص

إلَّا كهرباء عدن .

الإثنين - 20 مايو 2024 - الساعة 04:35 م

حربي الصبيحي
بقلم: حربي الصبيحي
- ارشيف الكاتب




إذا كان القاطن في الأرياف على ذُرا الشوامخ العالية ، وفي بطون الأودية الظليلة الدانية ، يشعر بشدة وطأة حرارة الصَّيف ، ويُحس بقوة الحمى الذي يفوِّر الدِّم في الأوردة والأوداج ، فما هو حال سكان العاصمة عدن الساحلية في ظل انعدام خدمة الكهرباء ؟! لاشك أنَّها ستكون عذاب لا يُحتمل وجحيم لا يُطاق ، وربما تجبرهم حرارة الصَّيف على ترك منازلهم والنَّوم - عرايا - على السطوح ، وفي الطرقات والمساحات والمُتنفسات والسواحل .

قلناها علن قبل سنوات ماضية :إنّ حرب الخدمات المُفتعلة في عدن ، سيجعل المجلس الانتقالي في مواجهة مباشرة مع أنصاره وحاضنته ، وسوف يتحوَّل بطريقةٍ دراماتيكيةٍ إلى أداة قمع بيد أطراف أُخرى ضد حاشيته ، فالمواطن في عدن يستطيع أن يصبر على بعض النواقص الضرورية ، ويعمل على ترحيلها لشهورٍ وأعوامٍ ، لكنه لا يقدر على غياب خدمة الكهرباء والماء ولو لدقائقٍ وساعاتٍ ، وبالذات في فصل الصَّيف القائض ، وعدن تُنكب بحرارة هذا الفصل كل عام ، ويُفترض على الانتقالي أن يضع ذلك نُصب عينيه ، وألَّا يترك عقر داره للفوضى العارمة ، في ظل وجود المُتربصين والخصوم والمُتحاملين عليه ، فاشتعال النَّار دوماً تكون من مُصتصغرِ الشَّرر .

في الجانب الآخر من غير المقبول ومن غير المعقول ، أن الرباعية الدولية التي تحتل صدارة العالم اقتصادياً ، لا تستطيع حل مسألة كهرباء عدن ، مع أنَّها تسميها العاصمة المؤقتة ، وتعتبرها - في نفس الوقت - من ضمن المحافظات المحررة ، وهذه الرباعية الدولية هي الممسكة بملف الأزمة اليمنية بتلابيبها ، من خلال البند (الاستعماري) السابع ، الذي أخذ يعرض بلا أُفق ويطول بلا نهاية .

لذا وجب على كل ذي لُبٍّ أن يهمس في أُذن كل من له سطوة ومسئولية على العاصمة عدن ؛ انتقالي ، شرعية ، رباعية دولية بريَّة وبحريَّة ويقول : إلَّا كهرباء عدن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .