من الطبيعي جدًا أن يتعرض أي كيان وطني؛ وبحجم ومكانة ودور الانتقالي؛ الذي يمارس الفعل السياسي المنظم على الساحتين الداخلية والخارجية؛ ولصالح قضية الجنوب والدفاع عنها في ظروف شديدة التعقيد والخطورة؛ ويتحرك فيها بحذر؛ لأنها تشبه الحقل المزروع بالألغام؛ للنقد المتعدد الصور ومهما كانت قسوته؛ واللوم والعتب عن التقصير والإخفاق في تحقيق بعض النجاحات المطلوبة وفي المقدمة منها التصدي الحاسم لحرب الخدمات الإجرامية البشعة؛ التي يتم تعذيب شعبنا بها وعلى وجه الخصوص في العاصمة عدن.
وجميعها تمثل ضغطًا هائلًا عليه وتحثه على تقييم علاقاته وتحالفاته المتعددة؛ وإستخلاص المفيد لضمان تحركه إلى الأمام وبصورة تجنب شعبنا مخاطر ومكائد أعدائه؛ وكذلك مراجعة دوره وأدائه وطنيًا وبصورة جادة وحاسمة؛ بل ومن حق البعض معارضتة والإختلاف معه على ساحة الجنوب الوطنية؛ فهذا أمر طبيعي؛ بل ومطلوب لضمان حياة سياسية سليمة ومتفاعلة بحثًا عن الأفضل؛ وبما يخدم آمال وتطلعات شعبنا الوطنية العادلة والمشروعة.
ولكن الأمر يختلف تمامًا عندما يوصل ذلك إلى شن حملات التحريض والتشويه الممنهج للنيل منه؛ وضد سياساته ومواقفه بالكامل وبصورة مطلقة؛ وهو الذي يحمل على عاتقه وبقوة شرف الدفاع عن مشروع الجنوب الوطني؛ ودون أن ينكسر أو يتراجع عن دوره هذا؛ رغم كل العثرات والمصاعب؛ وكل ما واجهته من تحديات ومخاطر ومؤامرات متعددة الأطراف والأهداف؛ ومازال يواجهها بصبر وثبات.
بل ومن المؤسف والمثير للإستغراب هنا عندما يذهب البعض بعيدًا؛ ممن يقدمون أنفسهم ( كمدافعين ) عن قضية شعبنا الوطنية؛ ويوصل بهم الأمر لحد إتهام الانتقالي بخيانة القضية الجنوبية والتنكر لتضحيات الشعب والتفريط بمبادئه وأهدافه؛ فهنا يكمن الخطر الممّوه؛ وعلى أحرار وحرائر الجنوب وكل الأوفياء لقضيتهم الوطنية؛ الحذر والحذر الشديد من حملة الأقنعة الخادعة؛ ومن خبث هذا الأسلوب الماكر الذي لا ينبغي وقوع البعض فريسة لأهدافه؛ أو لهكذا حملات منظمة مضللة تستهدف الجنوب ومشروعه الوطني أساسًا.
غير أنهم أختاروا فعل ذلك من بوابة التأليب والشحن المتعدد الأشكال والوسائل؛ عبر إستخدام منصات شبكات الإعلام المتعددة ضد الانتقالي وعلى نطاق غير مسبوق وفي لحظة تاريخية مفصلية؛ أملًا من تلك القوى والأطراف وأدواتها؛ بمحاصرته والتضييق عليه؛ وبما يجعله يفقد حاضنته الوطنية والإجتماعية الواسعه؛ ومحاولة جره للمواجهة المباشرة معها؛ عبر الدس والوقيعة وتحريك الخلايا الكامنة والمنتظرة لهذه اللحظة؛ غير أن الانتقالي وأجهزة أمن الجنوب الوطنية على علم بذلك وفي حالة يقظة تامة.
بل أنها تسعي من خلال ذلك لهدمه ككيان وطني جامع إن أمكنها فعل ذلك؛ لتتمكن من تحقيق أهدفها والمتمثل بإضعافه وتفكيكه وإزاحته من طريقها؛ حتى تعبّد الطريق أمامها لإلحاق الهزيمة بمشروع الجنوب الوطني؛ وبعنوانه الأبرز والهادف لاستعادة الجنوب لدولته الوطنية الجنوبية المستقلة؛ وسيادته على أرضه وثرواته.